بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
والاستعانة بكرمه العميم
اعلم أنّ الكلّى مفهوم لا يمنع نفس تصوّره من وقوع الشركة فيه (١) ، فإن امتنع امتنع بسبب خارج من مفهومه ، وحصوله فى الذهن على نحوين : أحدهما أن يتصوّر أوّلا امور شخصيّة جزئيّة ثمّ يحلّلها العقل فيجد معنى مشتركا بينها (٢). والآخر أن يتصوّر أوّلا ذلك المعنى ثمّ يعتبر نظرا إلى مفهومه اشتراكه بين تلك الامور سواء تعقّلت تلك الامور مفصّلة أو لا؟ وله جهتا وحدة وكثرة بالاولى يصير موجودة فى الذهن وبالثانية ينطبق على تلك الامور نوعا من الانطباق يكون مصححا للحمل ، وهو الحكم بأنّ ما صدق عليه الموضوع صدق عليه المحمول ، ومفاده أنّ مفهوم المحمول ينتزع من ذاك الموضوع وينطبق عليه ، ثمّ إن كان منشأ هذا الانتزاع ومصحّح ذلك الانطباق ذات الموضوع بذاته بلا مدخليّة أمر خارج عن ذاته فالكلىّ ذاتىّ ، وإلّا فعرضىّ.
__________________
(١). هذا التعريف ذكره الشيخ في الإشارات وهو بظاهره يشعر بكون الكليّة والجزئيّة نحو الإدراك لا المدرك وهو بمعناه الظاهر فاسد كما بيّن فى محلّه والأولى أن يقال : لا يمنع نفس تصوّر مفهومه ، منه رحمهالله.
(٢). كيف لا (كذا) ومن الكليّات المعقولة ما لا يمكن إدراك شخص فرده كالواجب ومنها ما ليس لها فرد شخصى متقرّر فى حدّ ذاته كشريك الباري وقد بيّن فى محلّه. منه رحمهالله.