بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وبه نستعين وله الحمد قال جمال المحقّقين في حاشيته على مختصر الاصول : قول الشارح : ثمّ نقول : العقل لا يحكم بحسن فعل. إلى آخره. (١)
لمّا كان هذا المقام من المباحث العظيمة والمطالب المهمّة وقد ضلّ فيه فهم العقول وزلّ قدم الفحول ، سألت والدي دام ظله العالي أن يكتب على هذا الكلام حاشية يبيّن فيها ما كان يفيده في أثناء المباحثة ليرجع إليها كلّ من تحيّر في هذا المطلب وسدّ عليه كلّ مذهب ، فقد منّ سلّمه الله على عبده وشرّفني بإجابة مسئولي وإسعاف مأمولي ، فكتب هذه الحاشية :
فيه بحث لأنّ الاضطرار الذي لا يحكم العقل بحسن فعل يصدر معه ليس هذا المعنى الذي لزم ممّا ذكره ، لأنّ اللازم مما ذكره ليس إلّا أنّه يجب صدور الفعل عن العبد بسبب وجود الاختيار والإرادة فيه ووجودهما فيه ليس باختياره.
ولا نسلّم أنّ هذا هو الاضطرار المذكور بل الاضطرار المذكور على أحد وجهين :
إمّا بأن يصدر الفعل من الفاعل بدون شعور وإرادة كما يصدر عن الطبائع.
__________________
(١) راجع ص ١٥٩ من المجلّد الأوّل من هذه الحاشية الموجودة في مخطوطات مكتبة آية الله العظمى الگلپايگاني بقم.