مثل الآخر وزيادة.
وظاهر أنّ هذا المعنى بالنسبة إلى هذين الفردين ذات أو ذاتي فلزم أن يكون أمر له فردان ذاتيان ينتزع العقل من أحدهما هذا المعنى مثل ما ينتزع منه من الآخر وزيادة ، فثبت ما ذكرنا.
والفرق بين الفرد الذهني والخارجي في هذا المعنى ممّا لا يشهد به بديهة أو برهان ، بل البديهة شاهدة بخلافه.
وأيضا ظاهر أنّه لا فرق بين البياض وبين الخط ونحوه من المقادير في أيّ من الأمرين المذكورين (١) كان. والظاهر أنّ المحقّق قائل بذاتية الخط ونحوه فما أدري ما الباعث له في أن قال في البياض ونحوه بالعرضيّة. فافهم.
قوله [ص ١٩٦] : وقال الشيخ في الشفاء : وأمّا الذي يختلف. إلخ.
لا نفهم من مجرد هذا الكلام أنّ الشيخ يزعم أنّ البياض ليس ذاتيا لما تحته. فافهم.
قوله [ص ١٩٧] : ولعلّ مراده البياض. إلخ.
الذي يمكن فهمه من هذه العبارة هو أنّ البياض الحقيقي هو الذي في الطرف وهو يمكن أن يكون ذاتيا لما تحته ، أي البياضات الطرفية ، وأمّا الذي يشترك بين الضعيف والشديد فهو ليس بياضا حقيقيا ، بل أمرا نسبيّا وهو عرضي لما تحته من الأوساط والأطراف ، وهذا مع كونه مخالفا لما يفهم من كلامه ظاهرا بعد ذلك من أنّ البياض الحقيقي موجود في الأوساط أيضا فساده ظاهر ؛ لأنّ ذلك الأمر النسبي العرضي المشترك بين الأوساط والأطراف إمّا من
__________________
(١) أي القول بالتشكيك والاختلاف بالشدّة والضعف. (كذا بخطّه رحمهالله).