الشديد في النقصان إلى مرتبة السواد الصرف لكن الأمر عند التحقيق ليس كذلك ، بل الحقّ أنّ الجسم إذا تحرّك من مرتبة البياض الصرف إلى مرتبة السواد الصرف فللحركة حدّ هو مبدأ الحركة وحد هو منتهاها وليس المراد من الحدّين الجزء الأوّل من الحركة والجزء الآخر منها ، إذ ليس للحركة جزء أوّل ولا جزء آخر ، بل المراد ما منه الحركة وما إليه الحركة ففي الحدّ الأوّل بياض (سواد ظ) صرف لا يصدق عليه السواد (البياض ظ) أصلا ، وفي الحدّ الثاني بياض صرف لا يصدق عليه السواد أصلا ، وفي كلّ حدّ من حدود الحركة لو فرض حصل بياض وسواد بالنسبة ، وكلّ حد يفرض يمكن أن يفرض قبله حدّ آخر وبعده حدّ آخر إلى أن تنقطع الحركة ، وفي الحدّ الآخر سواد صرف لا يتحقّق التناقص فيه أصلا.
فإذا اخذ مبدأ الاعتبار البياض الشديد ثمّ اعتبر مرتبة أدنى منه إلى السواد الصرف واعتبر نسبة النقصان على سبيل التشابه في حدّ النسبة مثل النصف ونصف النصف كما هو مقتضى تقريره ، لا يلزم الانتهاء إلى حد السواد الصرف وكان من قبيل طلب فناء المقدار باعتبار نسبة النقصان على سبيل التشابه في النسبة.
والصواب أن يقال : إذا فرضنا بياضا ضعيفا ، ثمّ فرضنا بياضا آخر أشدّ منه بحيث يمكن اعتبار كونه ضعفه باعتبار ما مثلا ثمّ اعتبر الثالث ضعف الثاني ، وهكذا فلا شكّ أنّه ينتهي إلى حدّ البياض الصرف ولا يرتقي إلى ما لا نهاية له ، ثمّ يأخذ البياض الضعيف الذي هو مبدأ السلسلة ولا شكّ أنّه يصدق عليه السواد ، ثمّ يأخذ سوادا آخر يكون ضعفه ، وهكذا حتى ينتهي إلى السواد الصرف.
وبهذا البيان يحصل المقصود ولا يتوجّه عليه ما وجّهناه على تقريره ، لكن يتوجّه عليه حين الانتهاء إلى البياض الصرف أنّ تشابه النسبة في البياضية لا