يحمل كلام ابن مسعود إذ قال : «ستجدون أقواما يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم فعليكم بالعلم ، وإياكم والتبدّع ، وإياكم والتقطّع» وكذلك يحمل قول عمر أيضا : «إنما أخاف عليكم رجلين رجلا يتأوّل القرآن على غير تأويله ، ورجلا ينافس الملك على أخيه».
وقول عمر أيضا : ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه إيمانه ، ولا من فاسق بيّن فسقه ، ولكنى أخاف عليها رجلا قد قرأ القرآن حتى أذلقه بلسانه ثم تأوّله على غير تأويله».
فكل هذا محمول على ما لم يوافق تفسيره الأدلة الشرعية ولا قواعد اللغة العربية ولا يخفى أن القول في القرآن بالرأى معناه أن الله أراد بكلامه كذا. وهذا أمر له خطره الخطير ، ومسئوليته الجسيمة ، نسأل الله تعالى السلامة.
ل ـ منهج المفسرين بالرأى
وخلاصة ما مضى أنه يجب على من يحاول أعلى مراتب التفسير بالرأى أن يأخذ حذره ، وأن يتذرّع بكل العلوم التى نوّهنا بها ، ليكون قد أصاب المراد أو كاد. ووجب عليه أن ينهج منهج الصواب والسداد ، باتباع ما يأتى :
(أولا) : أن يطلب المعنى من القرآن ، فإن لم يجده طلبه من السنة لأنها شارحة للقرآن ، فإن أعياه الطلب رجع إلى قول الصحابة ، فإنهم أدرى بالتنزيل وظروفه ، وأسباب نزوله. شاهدوه حين نزل ، فوق ما امتازوا به من علم وعمل. «وخير ما فسّرته بالوارد».
(ثانيا) : إن لم يظفر بالمعنى في الكتاب والسنة ومأثورات الصحابة وجب عليه أن يجتهد وسعه متبعا ما يأتى :