قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مناهل العرفان في علوم القرآن [ ج ١ ]

    مناهل العرفان في علوم القرآن [ ج ١ ]

    525/575
    *

    «أىّ سماء تظلنى؟ وأىّ أرض تقلنى؟ إذا قلت في القرآن برأيى أو بما لا أعلم؟». وما ورد عن سعيد بن المسيب أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن قال : أنا لا أقول فى القرآن شيئا. وروى عن الشعبى أنه قال. ثلاث لا أقول فيهن حتى أموت : القرآن ، والروح ، والرؤى (أى تأويل الأحلام) ، إلى غير ذلك من الأخبار التى تدلّ على امتناعهم من أن يقولوا في القرآن بآرائهم.

    وأجيب عن ذلك (أولا) بأن إحجامهم عن القول في القرآن كان ورعا خشية ألّا يصيبوا عين اليقين. والورع : ترك ما لا بأس به حذرا من الوقوع فيما به بأس.

    (ثانيا) : أن إحجامهم يحتمل أنه مقيد بما لم يعرفوا وجه الصواب فيه. أما إذا عرفوا وجه الصواب فإنهم لا يمتنعون ولو كان وجه الصواب ظنيا لا قطعيا. هذا أبو بكر نفسه يفتى في الكلالة حين سئل عنها في الآية الكريمة ، (يَسْتَفْتُونَكَ ، قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) الخ ويقول : أقول فيها برأيى. فإن كان صوابا فمن الله. وإن كان غير ذلك فمنى ومن الشيطان. الكلالة : كذا وكذا. ومثل هذا ورد عن على وابن عباس وغيرهما من الصحابة والتابعين رضى الله عنهم أجمعين.

    (ثالثا) أن إحجامهم يحتمل أيضا التقييد بما كان من التفسير على وجه قاطع فيما لم يقم فيه دليل قاطع.

    (رابعا) : أن إحجامهم يحتمل أيضا التقييد بما إذا قام غيرهم عنهم بواجب تفسير القرآن وبيانه. أما إذا انحصرت المسئولية فيهم فمعقول أنهم لا يمتنعون وقتئذ وإلا كانوا كاتمين للعلم وآثمين. حاشاهم من ذلك حاشاهم. رحمهم‌الله وأحسن جزاءهم ومثواهم.

    أدلة المجيزين للتفسير بالرأى :

    استدلّ المجيزون للتفسير بالرأى استدلالات عدّة أيضا.