إعدادات
مناهل العرفان في علوم القرآن [ ج ١ ]
مناهل العرفان في علوم القرآن [ ج ١ ]
المؤلف :الشيخ محمّد عبدالعظيم الزرقاني
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :575
تحمیل
ومن هنا كان حفّاظ القرآن في حياة الرسول صلىاللهعليهوسلم جمّا غفيرا ، منهم الأربعة الخلفاء ، وطلحة ، وسعد ، وابن مسعود ، وحذيفة ، وسالم مولى أبى حذيفة ، وأبو هريرة ، وابن عمر ، وابن عباس ، وعمرو بن العاص ، وابنه عبد الله ، ومعاوية ، وابن الزبير ، وعبد الله بن السائب ، وعائشة ، وحفصة ، وأم سلمة ، وهؤلاء كلهم من المهاجرين ، رضوان الله عليهم أجمعين. وحفظ القرآن من الأنصار في حياته صلىاللهعليهوسلم أبىّ ابن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو الدرداء ، ومجمع بن حارثة ، وأنس بن مالك ، وأبو زيد الذى سئل عنه أنس فقال إنه أحد عمومتى (رضي الله عنهم أجمعين). وقيل إن بعض هؤلاء إنما أكمل حفظه للقرآن بعد وفاة النبى صلىاللهعليهوسلم. وأياما تكن الحال ، فإن الذين حفظوا القرآن من الصحابة كانوا كثيرين ، حتى كان عدد القتلى منهم ببئر معونة ويوم اليمامة أربعين ومائة. قال القرطبى «قد قتل يوم اليمامة سبعون من القرّاء. وقتل فى عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ببئر معونة مثل هذا العدد».
قال المحقق ابن الجزرى : «ثم إن الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب والصدور لا على خط المصاحف والكتب. وهذه أشرف خصيصة من الله تعالى لهذه الأمة ، ففي الحديث الصحيح الذى رواه مسلم أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ ربى قال لى قم في قريش فأنذرهم ، فقلت له أى ربّ إذن يثلغوا رأسى حتى يدعوه خبزة. فقال : إنى مبتليك ومبتل بك ، ومنزل عليك كتابا لا يغسله الماء ، تقرؤه نائما ويقظان ، فابعث جندا أبعث مثلهم ، وقاتل بمن أطاعك من عصاك. وأنفق ينفق عليك» فأخبر تعالى أن القرآن لا يحتاج في حفظه إلى صحيفة تغسل بالماء ، بل يقرأ في كل حال كما جاء في صفة أمته «أناجيلهم صدورهم» وذلك بخلاف أهل الكتاب الذين لا يحفظونه إلا في الكتب ، ولا يقرءونه كله إلا نظرا لا عن ظهر قلب». ا ه ما أردنا نقله.