(٢) اصل
اما الكتاب الكريم فقد اشير الى ذلك فى مواضع منه.
الاول : قوله تعالى فى سورة العلق : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) (١ ـ ٥ العلق)
افتتح الرب تعالى السورة بذكر نعمة الايجاد واتبعه بذكر نعمة العلم ، فلو كان بعد نعمة الايجاد نعمة اعلى من العلم لكانت اجدر بالذكر وقد قيل فى وجه التناسب بين الآى المذكورة فى صدر هذه السورة المشتمل بعضها على (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ،) وبعضها على تعليم ما لم يعلم ، انه تعالى ذكر اول حال الانسان اعنى كونه علقة وهى بمكان من الخساسة ، وأخر حاله وهى صيرورته عالما وذلك كمال الرفعة والجلالة ، فكأنه سبحانه قال : كنت فى اول امرك فى تلك المنزلة الدنية الخسيسة ثم صرت فى آخره الى هذه الدرجة الشريفة النفيسة.