فلا بد أن يكون قول الله عزوجل (وَالنَّازِعاتِ
غَرْقاً ...)
إلى قوله (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) هى صنع سوف يصنعه الإنسان يظن به أن
قادر على الدنيا ، وهذا الصنع به قوة وبأس ينسيهم قدرة الله عزوجل وبأسه ، فيذكرهم
الله عزوجل بالآية (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ
خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها)
وذلك قبل أن يصنعوها بحو إلى ألف وثلاثمائة سنة تقريبا.
ثالثهم
: ـ قول الله عزوجل فى سورة النازعات نفسها :
(بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٤١) يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (٤٢)
فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (٤٣))
صدق الله العظيم
هذا سؤال الناس النبى الحبيب عن الساعة
، فرد الله عزوجل عليهم وقال ("
فِيمَ
أَنْتَ مِنْ ذِكْراها") أى الذى انت فيه يا محمد عليه أفضل
الصلاة والسلام من ذكرها ، والنبى الحبيب كان حاله وقتئذ فى تنزيل سورة النازعات
نفسها ، وهذه دلالة أن قول الله عزوجل ("
وَالنَّازِعاتِ
غَرْقاً")
...
إلى قوله تعالى : (" فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً") من أشراط الساعة وذكراها القريب ، وذلك
مع الالتزام إنه سوف تكون صناعة سوف يصنعها الإنسان بها بأس ، وذلك لقول الله
عزوجل : ("
أَأَنْتُمْ
أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها").
ومن ثم فإن تأويل (" وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً") ترجع إلى قول الله عزوجل : (" فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها") ، وإنه سوف تظهر هذه النازعات التى
يصنعها الإنسان فى آخر الزمان كشرط من أشراط الساعة ، لتزيد المؤمنين إيمانا على
إيمانهم بفضل الله عزوجل وما أنزله على النبى الحبيب صلىاللهعليهوسلم.