كان سمع من الهدهد (وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ) فقدم اسمه حذرا أن يسبوا الله وقيل لأنها كانت كافرة والكافر لا يخوف بالله لحمية الجاهلية قال (وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ)
فصل
قوله تعالى في قصة يونس ع (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) لا يجوز أن يغاضب ربه إلا من كان معاديا له أو جاهلا بأن الحكمة في سائر أفعاله وهذا لا يليق باتباع الأنبياء فضلا عمن عصمه الله وإنما كان غضبه على قومه لمقامهم على تكذيبه وإصرارهم على الكفر فخرج من بينهم خوفا من نزول العذاب وهو مقيم بينهم.
قوله سبحانه :
(فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) أي لا نضيق عليه المسلك ونشدد عليه المحنة والتكليف وذلك يجوز أن يظنه النبي ولا شبهة إن قدرت وقدرت معناه التضييق قال تعالى (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ) وقال (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) وضيق صدر يونس ع مما أصابه في بطن الحوت.
قوله سبحانه :
(فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) على سبيل الانقطاع إلى الله تعالى ويجوز أن يريد بذلك أي بخست حتى يترك النوافل ويجوز أيضا أن يكون صدقا أي من الجنس الذي يقع منهم الظلم.
قوله سبحانه :
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ) أي إنه لم يقو على الصبر على تلك المحنة التي ابتلاه الله بها وعرضه بنزولها لغاية الثواب فشكا إلى الله تعالى منها وسأله الفرج والخلاص ولو صبر لكان أفضل فأراد الله تعالى لنبيه ع أفضل المنازل وأعلاها