عاداتنا والعادات تختلف.
قوله سبحانه :
(إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ) لا يمتنع أن يكون هارون خاف من أن يتوهم بنو إسرائيل بسوء ظنهم أنه منكر عليه معاتب له ثم ابتدأ يشرح قصته فقال مرة (ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي).
قوله سبحانه :
(أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ) قال الزجاج اللثغة كانت في لسانه وقال قتادة والسدي كانت في لسانه آفة وقال أكثر المفسرين كان احترق لسانه بالجمر الذي وضعه في فمه حين أراد أن يعتبر فرعون عقله لما لطم وجهه وأراد أن يأخذ غير النار فصرف جبرئيل يده إلى النار دفعا عنه القتل وقال الحسن كان في لسانه ثقل فنسبه إلى ما كان عليه أولا وأقول إنه نسبه إلى قلة البيان كما نسبه إلى المهانة كذبا وزورا قال الجبائي فانحل ما كان بلسانه منه بدلالة قوله (وَلا يَكادُ يُبِينُ) وقال الحسن استجاب الله دعاءه فحل العقدة عن لسانه وهو الصحيح لقوله (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) في عقيب دعائه (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي)
فصل
قوله تعالى (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) يمكن أن يكون الله تعالى قد أعلم هذا الغلام ما لم يعلمه موسى وأرشد موسى ع إليه ليتعلم منه وإنما المنكر أن يحتاج النبي في العلم إلى بعض رعيته ويجوز أن يكون نبي أعلم من نبي وقته وما تعلمه من هذا العالم كتعلمه من الملك الذي يهبط إليه ولا يدل ذلك على أن ذلك العالم كان أفضل من موسى في العلم لأنه لا يمتنع أن يزيد موسى ع في سائر العلوم التي هي أفضل مما علمه فقد يعلم أحدنا شيئا من المعلومات ما لا يعلمه من هو أفضل منه.
قوله سبحانه :
(فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) وقد قال (فَسْئَلُوا أَهْلَ