كانت من جلد حمار ميت وهذا فاسد لأن النبي لا يستحل الميت.
قوله سبحانه :
(عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ) قال الحسن وأبو بكر بن الإخشيد إنه كان معلوما معتادا في ذلك الوقت أنه من قبض من أثر الرسول قبضة فألقاها على جماد صار حيوانا فعلى هذا لا يكون خرق العادة بل كان معتادا وقال الجبائي المعنى أنه سولت له نفسه ما لا حقيقة له وإنما جاز بحيلة جعلت فيه من خروق إذا دخلته الريح سمع له خوار.
قوله سبحانه :
(رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي) مجاز لأن الإنسان لا يصح أن يكون مقدورا عليه أو في حكم المقدور عليه في أنه يصرفه تصريف المقدور كملك الإنسان للمال والعبد ومعناه أنه لما ملك تصريف نفسه في طاعة الله جاز أن يصف نفسه بأنه بما يجوز أن يملكه وقوله (أَخِي) لأنه كان أيضا طائعا له فيما يأمره به فكان كالقادر عليه.
قوله سبحانه :
(فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ) وذلك أنه لما أيس من قومه أن يؤمنوا به دعا الله ربه فقال إن هؤلاء قوم مجرمون وقيل إنه دعا لما يقتضي سوء أفعالهم فكأنه قال اللهم عجل ما يستحقونه بأجرامهم بما به يكونون أنكالا لمن بعدهم وما دعا بهذا الدعاء إلا بعد أن أذن الله له في الدعاء عليهم.
قوله سبحانه :
(رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ) أي أن لا يضلوا فحذف لا كقوله (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى) وقوله (أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) وقوله (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) قال الشاعر :
نزلتم منزل الأضياف منا |
|
فعجلنا القرى أن تشتمونا |
فصل
قوله تعالى (رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ) إنما سأل ربه تعالى ضرورة