إلى ورثته بعد موته بحكم الله وحمل ذلك على العلم والنبوة خلاف الظاهر على أن العلم والنبوة لا يورثان لأن النبوة تابعة للمصلحة لا مدخل للنسب فيها والعلم موقوف على من يتعرض له ويتعلمه على أن زكريا سأل وليا من ولده يحجب مواليه من بني عمه وعصبته من الميراث وذلك لا يليق إلا بالمال لأن النبوة والعلم لا يحجب الولد عنهما بحال حتى إن اشتراطه أن يجعله رضيا لا يليق إلا بالنبوة لأن النبي لا يكون إلا رضيا معصوما فلا معنى لمسألته ذلك وليس كذلك المال لأنه يرثه الرضي وغير الرضي
فصل
قوله تعالى في قصة لوط ع (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) قال الحسن وقتادة المعنى أحل لكم على التزويج وكان المشركون يتزوجون في صدر الإسلام المسلمات زوج النبي ع بنته من أبي العاص بن الربيع والأخرى من عتبة بن أبي لهب قبل أن يسلما ثم نسخ بقوله (وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا) وقال الزجاج إن ذلك عرض بشرط أن يسلموا كما هو شرط النكاح الصحيح وقال مجاهد كل نبي يرسل إلى قوم فهو أبو الذين يرسل إليهم فيكون المعنى في (هؤُلاءِ بَناتِي) بنات أمته يقول تزوجوا نساءكم وهذا كَقَوْلِ النَّبِيِّ ع أَنَا وَعَلِيٌّ أَبَوَا هَذِهِ الْأُمَّةِ. وقال الجبائي هذا القول كان من لوط لقومه قبل أن يعلم أنهم ملائكة بعثوا لإهلاك قومه.
قوله سبحانه :
(إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) قول هود ع (أَنِّي بَرِيءٌ) إخبار عما أجابهم به هود بأن قال أشهد الله على أدائي إليكم ونصيحتي إياكم وتكذيبكم إياي (وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) وإنما أشهدهم على ذلك وإن لم يكونوا أهل الشهادة من حيث كانوا كفارا فساقا إقامة للحجة عليهم لا لتقوم الحجة بهم ويجوز أن يكون أراد بذلك واعلموا كما قال (شَهِدَ اللهُ) بمعنى علم الله