الخصوص وفي ذريته الكثير ممن أقام الصلاة.
قوله سبحانه :
(وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) لا يجوز أن يوحي الله تعالى إليه قبل إسلامه بأنه نبي الله لأن النبوة حال إعظام وإجلال ولا يكون ذلك قبل الإسلام وتقديره ولقد اصطفيناه حين قال له ربه أسلم وقال الحسن إنما قال ذلك حين أفلت الشمس فقال (يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ. إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ) حينئذ وهذا يدل على أنه كان قبل النبوة وأنه قال ذلك إلهاما استدعاه به إلى الإسلام فأسلم حينئذ لما أوضح له طريق الاستدلال بما رأى من الآيات الدالة على توحيده.
قوله سبحانه :
(وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) إنما جاء بالطعام لأنه كان مضيافا وقد حسبهم الضيف لأنهم كانوا على صورة البشر (فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ) أنكر ذلك منهم وخاف وظن أن الامتناع لسوء يريدونه حتى خبروه بأنهم رسل الله أنفذهم الله لإهلاك قوم لوط.
قوله سبحانه :
(قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ. قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) إنما وصفه بأنه عليم قبل كونه لدلالة البشارة على أنه سيكون بهذه الصفة فقال إبراهيم (أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) إنما عجب من ذلك لكبره واستفهم فقال أبأمر الله تبشرونني.
قوله سبحانه :
(يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ) قال الحسن أي يجادل رسلنا وعلق المجادلة به تعالى من حيث كانت لرسله وإنما جادلهم مستفهما منهم هل العذاب نازل على سبيل الاستيصال أو على سبيل التخويف وهل هو عام للقوم أو خاص وعن طريق نجاة لوط وأهله من المؤمنين مما لحق القوم وسمي ذلك جدالا لما كان فيه من المراجعة وقيل جادلنا أي سألنا في قوم لوط وإنه يؤخر عذابهم رجاء أن يؤمنوا فخبره الله تعالى بأن المصلحة في