نزول عيسى وخروج المهدي ع ويجوز أن يريد بقوله (قَبْلَ مَوْتِهِ) إذا عاين حاله لأن المعاين لم يمت إلا وقد عرف ما كان عليه من هدى أو ضلال.
قوله سبحانه :
(سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) لما سمع أبو لهب هذه السورة لو كان آمن لكان فيه تكذيب الله تعالى وإن لم يجب عليه الإيمان فهو خلاف الإجماع الجواب خبر الله تعالى مشروط بأنه سيصلى نارا إن لم يؤمن ويجب عليه أن يعلم ذلك وأنه يدل على صدق معجزة النبي ع.
قوله سبحانه :
(ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا) إجماع أن الله تعالى لا يطلق الكفر به والشتم له والفرية عليه فالمجوز له خارج عن الإجماع وقوله (يَلْعَبُونَ) ليس بجواب (ذَرْهُمْ).
قوله سبحانه :
(وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ) أخبر أنه منعهم من الخروج فليسوا يخلون من أن يكونوا قادرين على الخروج أو غير قادرين فمنع غير قادرين محال وإن كانوا قادرين وقد منعهم الله فقد صح مذهبنا وبعد فقوله (وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ) والله تعالى غير كاره على قاعدتكم
فصل
قوله تعالى (وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) قوله (وَفِي ذلِكُمْ) إشارة إلى المقدم ذكره من إنجائه من المكروهات وقالوا إنه معطوف على ما تقدم من قوله (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ) الآية والبلاء مشترك بين الخير والشر قوله (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) (وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً) وهو الاختيار قوله (وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ) ومصدر بلي الثوب يبلى قال الراجز المرء يبليه السربال ويقال قد أبلى فلان في الحرب وإذا وقعا على الأمرين لم يكن الخصم في رده إلى المحنة بأسعد منا في رده إلى النعمة على أنه في الإنعام أولى لقوله (وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ) فبين أنه أنجاهم من قتلهم الأبناء واستحيائهم