هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من حمد؟ فقال : نعم! فقلت : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله من أسمائه «أحمد». فقال : يا أخى أنت تحفظ كثيرا ... وقد ازددت بذلك تثبّتا في معنى قوله تعالى حكاية عن المسيح : (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ). (١)
وقال الحجّة البلاغي : الكلمة في الأصل اليوناني «بيركلوطوس» الذي تعريبه «فيرقلوط» بمعنى «كثير المحمدة» الموافق لاسم «أحمد» و «محمّد». لكنّهم صحّحوه ـ حسب زعمهم ـ إلى «بيراكلي طوس» ويعبّرون عنه ب «فارقليط» كما عن التراجم المطبوعة بلندن سنة (١٨٢١ و ١٨٣١ و ١٨٤١ م) ومطبوعة وليم بلندن (١٨٥٧ م) على النسخة الرومية المطبوعة سنة (١٦٦٤ م) والترجمة العبرية المطبوعة سنة (١٩٠١ م). لكن أبدله بعض المترجمين إلى لفظة «المعزّى» أو «المسلّى» وشاع ذلك. (٢)
* * *
وذكر محمّد بن إسحاق المؤرخ الإسلامي المعروف صاحب السيرة النبوية المتوفّى سنة (١٥١ ه) نقلا عن إنجيل يوحنّا أن كلمة البشارة كانت بالسريانية «المنحمنّا» ، وهي بالرومية «البرقليطس» ، (٣) يعني : محمّدا صلىاللهعليهوآله قال : وقد كان فيما بلغني عمّا كان وضع عيسى بن مريم فيما جاءه من الله في الإنجيل لأهل الإنجيل من صفة رسول الله صلىاللهعليهوآله ممّا أثبت لهم «يحنّس» الحواري (٤) لهم حين نسخ لهم الإنجيل عن عهد (٥) عيسى بن مريم عليهالسلام في رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «من أبغضني فقد أبغض الربّ ، ولو لا أنّي صنعت بحضرتهم صنائع لم يصنعها أحد قبلي ما كانت لهم خطيئة. ولكن من الآن بطروا وظنّوا أنّهم يعزّونني ، (٦) وأيضا للربّ. ولكن لا بدّ من أن تتمّ الكلمة التي في الناموس : أنّهم أبغضونني مجّانا (٧) أي باطلا. لو
__________________
(١) هامش قصص الأنبياء للنجّار ، ص ٣٩٧ ـ ٣٩٨ ، والآية ٦ من سورة الصفّ.
(٢) راجع : الرحلة المدرسية للبلاغي ، ج ٢ ، ص ٣٣.
(٣) ولعلّه يقصد بالرومية اليونانية ، حيث اتصال العرب باليونان يوم ذاك كان عن طريق الروم الشرقية.
(٤) ولعلّه محرّف «يوحنّى» ، حيث البشارة بذلك موجودة في إنجيل يوحنّا ، إصحاح ١٥ / ٢٦.
(٥) ظاهر العبارة أنّ هذا الإنجيل كتب متأخّرا عن عهد المسيح عليهالسلام وهو كذلك ، لأنّ الأساقفة اجتمعوا عند يوحنّا سنة ٩٦ وقيل : ٦٥ والتمسوا منه أن يكتب لهم عن المسيح وينادي بإنجيل ممّا لم يكتبه أصحاب الأناجيل الأخر. (راجع : قصص الأنبياء للنجّار ، ص ٤٠١).
(٦) أي يغلبونني.
(٧) وجاءت عين العبارة في إنجيل يوحنّا ، إصحاح ١٥ / ٢٣ ـ ٢٥ هكذا : «الذي يبغضني يبغض أبي أيضا. لو لم أكن قد ـ