إسرائيل.
وجاء في القرآن : أنّه حرّقه ونسّفه في اليمّ نسفا. (١)
٤ ـ وجاء في القرآن : أنّهم اتّخذوا (عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ)(٢) لكنّه لا يكلّمهم ولا يرجع إليهم قولا. (٣)
وقد سكتت التوراة عن ذلك.
٥ ـ وجاء في القرآن قولة السامري : (قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي). (٤)
وسكتت التوراة عن ذلك.
* * *
وحسب الاستاذ عبد الوهاب النجّار أنّ هناك وجها سادسا للفرق بين القرآن والتوراة بشأن قصّة العجل ، قال : والّذي يظهر من عبارة سفر الخروج : أنّ ذهاب الشيوخ السبعين كان قبل عبادة العجل. وأمّا القرآن فإنّه يذكر أنّه ذهب لتلقّي الألواح قبل عبادتهم العجل ، وذهب مع الشيوخ السبعين بعد ذلك ، وهذا هو المعقول. (٥)
والّذي أوقع الأستاذ في هذا الوهم أنّه وجد قوله تعالى : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا). (٦) بعد قصّة العجل في نفس السورة. (٧)
لكن الثبت الموجود في المصحف الشريف لا يصلح دليلا على الترتيب في الحوادث التي يذكرها القرآن ، بل لا دليل فيه على أنّ النزول كان على نفس ترتيب الثبت ، حسبما نبّهنا عليه في الجزء الأول من التمهيد.
من ذلك قصّة ذبح البقرة ثبتت في المصحف قبل قصّة درء القتل في بني إسرائيل. (٨)
__________________
(١) طه ٢٠ : ٩٧.
(٢) الأعراف ٧ : ١٤٨ ، طه ٢٠ : ٨٨.
(٣) الأعراف ٧ : ١٤٨ ، طه ٢٠ : ٨٩.
(٤) طه ٢٠ : ٩٦.
(٥) قصص الأنبياء للنجّار ، ص ٢٢٦. وراجع : القصّة في التوراة في سفر الخروج ، إصحاح ٣٢ ـ ٢٤.
(٦) الأعراف ٧ : ١٥٥.
(٧) الأعراف ٧ : ١٤٨ ـ ١٥٤.
(٨) البقرة ٢ : ٦٧ ـ ٧٣.