ومصر. وقيل هو بحر القلزم ما بين اليمن ومكّة إلى مصر. (١)
ولقد فات هؤلاء أنّ بني إسرائيل أخذوا في طريقهم إلى أرض فلسطين عبر وادي سيناء ، ولم يعترض طريقهم إلى وادي سيناء سوى البحر الأحمر ، أمّا النيل فلا مساس له بذلك ولم يكن على جهة مسيرتهم نحو فلسطين ، إذ كان النيل على جهة الغرب وفلسطين على جهة الشرق حيث توجّه بنو إسرائيل ، وليس في طريقهم ما يحول بينهم وبين فلسطين سوى مضيق السويس في نهاية البحر الأحمر.
قصّة العجل والسامري
تنسب التوراة صنع العجل إلى هارون بدل السامري الّذي يذكره القرآن.
جاء في سفر الخروج : أنّ موسى عليهالسلام لمّا أبطأ على بني إسرائيل طلبوا من هارون أن يصنع لهم آلهة ، فأجابهم هارون إلى ذلك ، وأخذ أقراط الذهب ، وصنع منها عجلا مسبوكا ، وقال : هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر. فأصعدوا محرّقات وقدّموا ذبائح ، وأكلوا وشربوا وقاموا باللعب حول العجل.
وأخبر الربّ موسى أنّ الشعب قد أفسد ، فقد صنعوا عجلا وسجدوا له ... فحمي غضب الربّ وأراد أن يهلكهم لو لا أنّ موسى تشفّع لهم. وكان عند ما اقترب إلى المحلّة أبصر العجل والرقص ، فحمي غضبه وطرح اللوحين من يديه وكسرهما ، ثمّ أخذ العجل الذي صنعوا وأحرقه بالنار ، وطحنه وذرّاه على الماء وسقاه بني إسرائيل.
وقال لهارون : ما ذا صنع بك هذا الشعب حتّى جلبت عليه خطيئة عظيمة؟! فاعتذر أنّهم افتقدوك فصنعت لهم العجل. (٢)
* * *
ونقرأ في سورة طه :
(وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى. قالَ هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى قالَ
__________________
(١) روح المعاني ، ج ١ ، ص ٢٣٣. وراجع : مجمع البيان ، ج ٧ ، ص ١٩١.
(٢) سفر الخروج ، إصحاح ٣٢ / ١ ـ ٢٤.