فأعدتها في أماكنها الآمنة بكلّ صفاء وخلوص ، وبذلك كنت قد أرضيت خاطر الإله الكبير «مردوك» والذي كان قد غضب من أعمال الجبابرة من قبل ، وأرجو أن تبتهل الآلهة التي أرجعتها إلى أماكنها ، إلى الله وملائكته (بعل ونبو) كلّ صباح ، ليدوم عمري في عافية. وليقولوا : إنّ كورش وولده قمبيز يكرمان من شأن الإله في إكبار وإعظام ...» (١)
وثيقة إعلام تحرير اليهود
التي أصدرها كورش بشأن بناء القدس الشريف وإعادة مجده وتحرير بني إسرائيل من الأسر البابلي وتزويدهم بالعدّة والمال. والوثيقة مسجّلة في سفر عزرا ، الذي تزعّم اليهود في عودتهم إلى اورشليم وإحياء ما درس من آثار الديانة اليهوديّة وصحائفها وكتبها ...
جاء فيه :
«نبّه الربّ روح كورش ملك فارس ، فأطلق نداء في كلّ أرجاء مملكته الواسعة وكتب دستوره العامّ إلى كافّة الشعوب التي تحت حكمه. وهذا هو نصّ المنشور :
«أنا كورش ملك فارس ، أرفع ندائي بأنّ الربّ إله السماء ، هو الذي منحني السلطة على جميع ممالك الأرض ، وأمرني أن اعيد بناء بيته في اورشليم التي في يهوذا. وعليه فأوجّه ندائي إلى جميع شعوب اليهود الذين يعيشون في ظلّ حكومتي ، من كان منهم يريد الهجرة إلى اورشليم ـ موطنه الأصل ـ ويعمر بيت الإله إله إسرائيل ، فالله معه وتحت رعايته ، وعلى اولئك الذين يجاورون أبناء اليهود في أيّ البلاد ، عليهم أن يساعدوا هؤلاء بالزاد والمال وحمولة الركوب ، وهدايا يقدّمونها إلى بيت الربّ في اورشليم.
__________________
(١) راجع : الصحفة الاولى من كتاب «تونس وإيران ـ قرون من التلاقح الحضاري» تأليف عدّة أساتذة تونسيّين ، الدار التونسيّة للنشر ، عام ١٩٧١ م (ذو القرنين القائد الفاتح والحاكم الصالح ، ص ٢٣٦ ـ ٢٣٧) ؛ و «كورش الكبير» (ذو القرنين) ، ص ٥٤ ـ ٥٥.