يقول : (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ. وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ).
(وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ).
(وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ. وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ).
(فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ. فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا. وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ. وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ). (١)
وتلك هي النهاية الواحدة للمكذّبين!
٦ ـ وكان من أغراض القصّة بيان نعم الله على أصفيائه وخالصي عباده ، كقصص سليمان وداود وأيّوب وإبراهيم ومريم وعيسى وزكريّا ويونس وموسى ، فكانت ترد حلقات من قصص هؤلاء الأنبياء تبرز فيها النعمة في مواقف شتّى ، ويكون إبرازها هو الغرض الأوّل ، وما سواه يأتي عرضا.
(أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا). (٢)
٧ ـ وأيضا بيان غواية الشيطان لهذا الإنسان ومبلغ عدائه له ، وتربّصه به الدوائر والفرص ، فليحذر بنو آدم من هذا العدوّ الذي أغوى أباهم من قبل. ولا شكّ إنّ إبراز هذه المعاني والعلاقات بواسطة القصّة يكون أوضح وادعى للحذر والالتفات. لذا نجد قصّة آدم تتكرّر بأساليب مختلفة تأكيدا لهذا الغرض. بل يكاد يكون هذا الغرض هو الهدف الرئيسي لقصّة آدم كلّها.
__________________
(١) العنكبوت ٢٩ : ١٤ ـ ٤٠.
(٢) مريم ١٩ : ٥٨.