فِيها). (١) والأرض المباركة هي أرض فلسطين والشامات. (٢) وهي عامرة بوفرة الخصب وكثرة الأرزاق. ومشارق الأرض ومغاربها إشارة إلى سلطان داود وسليمان على بني إسرائيل وأنّهما أقاما دولة واسعة الأرجاء في فلسطين امتدّت إلى شرق البلاد وغربها في عرض عريض.
وأمّا قوله تعالى : (كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ). (٣) فلعلّه أراد الفوضى التي حصلت بعد هلاك «سيتي» الثاني وتواترت وفود الأجانب على البلاد كما قدّمنا. (٤) وإن كان اريد بهم قوم إسرائيل فيحمل على إرادة أرض فلسطين كالآية السابقة.
شبهة وجود اللحن في القرآن
قالوا : وأيّ باطل بعد الخطأ واللحن تبتغون؟ وقد رويتم عن عائشة أنّها قالت : ثلاثة أحرف في كتاب الله هنّ خطأ من الكاتب :
١ ـ قوله : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ). (٥)
٢ ـ قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ). (٦)
٣ ـ قوله : (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ). (٧)
ورويتم عن عثمان : أنّه نظر في المصحف بعد ما رفع إليه فقال : أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها. (٨)
ونسبوا إلى التابعي الكبير سعيد بن جبير أنّه زعم أنّ في القرآن لحنا في أربعة مواضع ، وذكر الموارد الثلاثة ، وزاد الرابعة قوله تعالى : (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ). (٩)
__________________
(١) الأعراف ٧ : ١٣٧.
(٢) جاء هذا التعبير بشأن أرض فلسطين وما والاها في مواضع من القرآن : الإسراء ١٧ : ١ ؛ الأنبياء ٢١ : ٧١ ؛ الأعراف ٧ : ١٣٧.
(٣) الدخان ٤٤ : ٢٨.
(٤) راجع : دائرة معارف القرن العشرين ، ج ٩ ، ص ٣٠.
(٥) طه ٢٠ : ٦٣.
(٦) المائدة ٥ : ٦٩.
(٧) النساء ٤ : ١٦٢.
(٨) راجع : تأويل مشكل القرآن ، ص ٢٥ ـ ٢٦.
(٩) المصاحف للسجستاني ، ص ٣٣ ـ ٣٤. والآية ١٠ من سورة المنافقين.