الثالث : أن يراد
بالمماثل للسماوات هو غير أرضنا بل ما هو من نوعها ، فيراد منه ذات السيّارات على
الهيئة الجديدة ، أو ما هو مسكون من الكواكب ولم يظهر للاكتشاف.
أرضون لا تحصى
قال الشيخ
الطنطاوي في تفسير الآية : أي وخلق مثلهنّ في العدد من الأرض. وهذا العدد ليس
يقتضي الحصر ، فإذا قلت : عندي جوادان تركب عليهما أنت وأخوك ، فليس يمنع أن يكون
عندك ألف جواد وجواد. هكذا هنا ، فقد قال علماء الفلك : إنّ أقلّ عدد ممكن من
الأرضين الدائرة حول الشموس العظيمة التي نسمّيها نجوما لا يقلّ عن ثلاثمائة مليون
أرض ... هذا فيما يعرفه الناس. وهذا القول من هؤلاء ظنّيّ ، فلم يدّع أحد أنّه رأى
وقطع بشيء من ذلك ، اللهمّ إلّا علماء الأرواح ، فإنّهم لمّا سألوها قالت : عندنا
كواكب آهلة بالسكّان لا يحصى عددها ، وفيها سكّان أنتم بالنسبة إليهم كالنمل
بالنسبة للإنسان. وأيّد ذلك بما نقل عن «غاليلو» عند ما احضرت روحه بعد الممات.
وهكذا ذكر
الشيخ المراغي وعقّبه بما روي عن ابن مسعود : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : ما السماوات السبع وما فيهنّ وما بينهنّ والأرضون
السبع وما فيهنّ وما بينهنّ في الكرسي إلّا كحلقة ملقاة بأرض فلاة.
وروى ابن كثير
أحاديث تنمّ عن أرضين سبع آهلة بالسكّان ، وقد بعث إليهم أنبياء كإبراهيم وموسى
وعيسى ومحمّد عليهمالسلام. زعموا صحّة أسانيدها.
وهكذا رووا
روايات هي أشبه بروايات إسرائيلية ، وفيها الغثّ والسمين.
وفي حديث زينب
العطّارة عن رسول صلىاللهعليهوآله : إنّ هذه الأرضين واقعة تحت الأرض التي نعيش عليها
واحدة ، تحت اخرى كلّ واحدة بالنسبة إلى الاخرى التي تحتها كحلقة ملقاة في فلاة
قفر ، حتّى تنتهي إلى السابعة ، والجميع على ظهر ديك ، له جناحان إلى
__________________