لآثار وبركات فاضت بها سلسلة الوجود ، وقد شرحها العلماء الأكابر ملأ موسوعات كبار.
وصفه تعالى كما في التوراة؟
وأدنى مراجعة لكتب العهدين تكفي للإشراف على مدى الوهن في وصفه تعالى بما يجعله في مرتبة أخسّ مخلوق ويتصرّف تصرّفات لا تليق بساحة قدسه الرفيع.
تلك قصّة بدء الخليقة جاءت في سفر التكوين مشوّهة شائنة : تجد الإله الخالق المتعالي هناك إلها يخشى منافسة مخلوق له ، فيدبّر له المكائد في خداع فاضح.
جاء فيها : إنّ الرّبّ الإله لمّا أسكن آدم وزوجته حوّاء في جنّة عدن رخّص لهما الأكل من جميع شجر الجنّة وأمّا شجرة معرفة الخير والشرّ فلا يأكلا منها. وما كرهما في ذلك قائلا : «لأنّك ـ خطابا لآدم ـ يوم تأكل منها موتا تموت». (١)
وهي كذبة حاول خداعهما بذلك لئلّا يصبحا عارفين كالإله وينافسا سلطانه ، الأمر الذي صادقهما فيه إبليس وقال لهما : «لن تموتا ، بل الله عالم أنّه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشرّ»! (٢)
وحينما أكلا منها تبيّن صدق إبليس وكذب الإله ـ وحاشاه ـ فانفتحت أعينهما وشعرا بأنّهما عريانان فجعلا يخيطان لأنفسهما مآزر من ورق التين.
وفي هذا الأثناء جاء الإله يتمشّى بأرجله في الجنّة إذ سمعا الصوت فاختبئا وراء شجرة لئلّا يفتضح أمرهما ، وناداهما الربّ : أين أنتما؟ فقال آدم : ها نحن هنا فخشيت لأنّي عريان فاختبأت!
فهنا عرف الربّ أنّهما أكلا من الشجرة وأصبحا عارفين للخير والشرّ فقال : هو ذا الإنسان قد صار كواحد منّا ، والآن لعلّه يمدّ يده ويتناول من شجرة الحياة ويحيا إلى الأبد ، فطردهما من الجنّة وأقام حرسا عليها لئلّا يقربا منها.
__________________
(١) سفر التكوين ، إصحاح ٢ / ١٧.
(٢) المصدر : ٣ / ٤ و ٥.