الإرادة ويقظة الرقابة والاستعلاء على الرغبة في مراحلها الاولى. ومن ثمّ
يجمع بينهما في آية واحدة ، بوصفهما سببا ونتيجة ، أو باعتبارهما خطوتين متواليتين
في عالم الضمير وعالم الواقع ، كلتاهما قريب من قريب.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «لكم ـ أي يغفر لكم ـ أوّل نظرة إلى المرأة فلا
تتّبعوها نظرة اخرى واحذروا الفتنة».
(ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ) فهو أطهر لمشاعرهم وأضمن لعدم تلوّثها بالانفعالات
الشهوية في غير موضعها المشروع النظيف ، وعدم ارتكاسها إلى الدرك الحيواني الهابط.
وهو أطهر للجماعة وأصون لحرماتها وأعراضها وجوّها الذي تتنفّس فيه. قال الإمام
الصادق عليهالسلام : «ما يأمن الذين ينظرون في أدبار النساء أن ينظر بذلك في نسائهم؟!».
والله الذي
يأخذهم بهذه الوقاية ، وهو العليم بتركيبهم النفسي وتكوينهم الفطري ، الخبير
بحركات نفوسهم وحركات جوارحهم (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ
بِما يَصْنَعُونَ).
روى الإمام
جعفر بن محمّد الصادق عن آبائه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «من ملأ عينيه من حرام ملأ الله عينيه يوم
القيامة من النار إلّا أن يتوب ويرجع ... ومن صافح امرأة تحرم عليه فقد باء بسخط
من الله عزوجل. ومن التزم امرأة حراما قرن في سلسلة من نار مع شيطان
فيقذفان في النار».
(وَقُلْ
لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ) فلا يرسلن بنظراتهنّ الجائعة المتلصّصة أو الهاتفة
المثيرة تستثير كوامن الفتنة في صدور الرجال. ولا يبحن فروجهنّ إلّا في حلال طيّب
، يلبّي داعي الفطرة في جوّ نظيف ، لا يخجل الأطفال الذين يجيئون عن طريقه ، عن
مواجهة المجتمع والحياة!
(وَلا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها). والزينة : كلّ ما يفتتن به من المرأة ويثير الرغبة
فيها ممّا يوفّر في جمالها. وبذلك عمّت الحلى وغيرها من مفاتن جسدها المهيّجة ،
كلّ
__________________