حيث تؤثر المراكز
التي ذكرناها على الغدة النخامية ، والتي تقوم هي بدورها بتنشيط كل هذه المراكز
على العمل فهي تقنع المبيض بقذف البيضة ، كما تحض الخصية عند الذكر على إفراز
الحيوانات المنوية وهي التي « تتفاهم » مع العضلات والمفاصل والعظام على أن يتم
النمو بمقدار محدد من جهة ومتناسق مع بعضه من جهة أخرى ويؤدي الغرض تماماً ، وهي
التي تتشاور مع الرحم في ساعة الخلاص حتى تبعث رسلها لكي يقنعوا الرحم أن يتقلص
ويفرغ محتواه من الجني ، وهي التي تبعث وفودها إلى الكلية لامتصاص السوائل
المطروحة في تلك المحافظ التي يزيد عددها على المليون في الكلية الواحدة ، والتي
تطرح (٢٠٠) ليتر يومياً من السوائل ويمتص منه (١٩٨) ليتراً أي أنه لولا هذا
التنظيم الدقيق لمات الإنسان من الجفاف في يوم واحد أو حتى أقل ، أي في مدى ساعات.
ولولا هذا التنظيم الدقيق لما استطاع النسل البشري أن يتابع طريقه أبداً ، ومن بين
كل هذه المتاهات المحيرة تبرز يد الارادة الحكيمة العاقلة المدبرة ، توجه الأمور ،
وتحكم الاتصالات ، وتسير الأحداث ، حتى يصل إلى أحسن خلق وابدع وجود ( فسبحان
الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون.
يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي وكذلك تخرجون ، ومن آياته ان خلقكم من
تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون )
سورة الروم.
التنفس :
أما كيف يتم التنفس فذلك أيضاً معجزة من
المعجزات؟!! ففي هذه المنطقة التي ذكرناها توجد بقعة خاصة للشهيق ، وبقعة خاصة للزفير
، وقد وجد أن تنبيه إحدى هاتين البقعتين يؤدي إلى تثبيط الأخرى ، ولولا هذا النظام
المتناوب لاضطرب حبل الأمور ، ولدام الشهيق فترة أطول أو أقصر. ولكل حالة من هاتين
الحالتين نتائجه