بسم الله الرحمن الرحيم
مقدّمة
للدكتور فايز المط
مدرس مادة التشريح في كلية الطب بجامعة دمشق
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير المرسلين أرسله الله بالهدى والتشريع المبين ، ذلك التشريع الكامل الذي بني على الحق والصدق والعلم والواقع ، لذا كان تشريعاً لا يزيده الزمن والعلم إلا متانة ووضوحاً.
وهو عدا عن كونه العلاج الوحيد لكافة مشاكل البشرية من أفراد وجماعات فقد جاء دافعاً للناس في طريق العلم ومبيناً لهم السبيل إلى الرقي والتعلم ، ضارباً لهم الأمثال العلمية فجعل مستوى العلماء من أرفع المستويات كما قال الله سبحانه :
« يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ».
وإننا اليوم في عصر حوى المتناقضات فكان زماناً معقداً تشابك فيه الايمان والإلحاد والحسن والسيء والسعادة والشقاء وقد انغمست البشرية في دوامة من المادة والشهوات واتخذت العلم طريقاً للمكاسب الخاصة فأصبحت في جاهلية دونها جاهلية العصور الأولى وعم الفساد والظلم وسوء الخلق ، وفرغت قلوب الناس من الإيمان الذي هو أساس العدل والرحمة والأخوة والسعادة وذلك بالرغم من أن العلم الحديث وصل إلى مرحلة جعلت الانسان لا مفر له من أن يؤمن بالله الأحد إيماناً يقينياً مبنياً على الواقع ؛ إذ أن كل فرع من فروع العلم وكل مادة من