أنه ليس هناك ذنب أعظم من الإشراك بالله. [آيات الأحكام للصابوني ١ / ٥٦١]
(بما فضّل الله بعضهم على بعض)
س ٤١٦ : قال تعالى : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) [النساء : ٣٤]
لما ذا ورد النظم الكريم (بِما فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) ولم يرد (بما فضلهم عليهن)؟
ج ٤١٦ : ورد التعبير بهذه الصيغة لحكمة جليلة ، وهي إفادة أنّ المرأة من الرجل ، والرجل من المرأة بمنزلة الأعضاء من جسم الإنسان ، فالرجل بمنزلة الرأس ، والمرأة بمنزلة البدن ، ولا ينبغي أن يتكبر عضو على عضو لأن كل واحد يؤدي وظيفته في الحياة ، فالأذن لا تغني عن العين ، واليد لا تغني عن القدم ، فالكل يؤدي دوره بانتظام ، ولا غنى لواحد عن الآخر. ثم للتعبير حكمة أخرى وهي الإشارة إلى أنّ هذا التفضيل إنما هو للجنس ، لا لجميع أفراد الرجال على جميع أفراد النساء ، فكم من امرأة تفضل زوجها في العلم ، والدين ، والعمل ، وكما يقول الشاعر :
ولو كان النساء كمن ذكرنا |
|
لفضلت النساء على الرجال |
وبهذين المعنيين اللذين ذكرناهما ظهر أن الآية في نهاية الايجاز والإعجاز. [آيات الأحكام للصابوني ١ / ٤٦٧]