يشاء ، (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
قوله عزوجل : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ).
[١٨٢٧] روى سعيد بن جبير عن ابن عباس : أن ناسا من أهل الشرك كانوا قتلوا وأكثروا ، وزنوا وأكثروا فأتوا النبي صلىاللهعليهوسلم وقالوا : إن الذي تدعونا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة ، فنزلت هذه الآية.
[١٨٢٨] م وقال عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى وحشي يدعوه إلى الإسلام ، فأرسل إليه : كيف تدعوني إلى دينك وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى يلق آثاما يضاعف له العذاب ، وأنا قد فعلت ذلك كله ، فأنزل : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) [مريم : ٦٠] فقال وحشي : هذا شرط شديد لعلي لا أقدر عليه فهل غير ذلك؟ فأنزل الله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) [النساء : ٤٨ و ١١٦] ، فقال وحشي أراني بعد في شبهة ، فلا أدري يغفر لي أم لا؟ فأنزل الله تعالى : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) ، فقال وحشي : نعم هذا ، فجاء وأسلم ، فقال المسلمون : هذا له خاصة أم للمسلمين عامة؟ فقال : بل للمسلمين عامة.
[١٨٢٩] وروي عن ابن عمر قال : نزلت هذه الآيات في عياش (١) بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد ونفر من المسلمين كانوا قد أسلموا ثم فتنوا وعذبوا ، فافتتنوا فكنّا نقول : لا يقبل الله من هؤلاء صرفا ولا عدلا أبدا ، قوم أسلموا ثم تركوا دينهم لعذاب عذبوا فيه ، فأنزل الله هذه الآيات ، فكتبها عمر بن الخطاب بيده ثم بعث بها إلى عياش بن ربيعة والوليد بن الوليد وإلى أولئك النفر فأسلموا وهاجروا.
[١٨٣٠] وروى مقاتل بن حيان عن نافع عن ابن عمر قال : كنا معشر (٢) أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم نرى أو نقول : ليس بشيء من حسناتنا إلّا وهي مقبولة حتى نزلت : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) [محمد : ٣٣] ، فلما نزلت هذه الآية قلنا : ما هذا الذي يبطل أعمالنا فقلنا : الكبائر والفواحش ، قال : فكنّا إذا رأينا من أصاب شيئا منها قلنا قد هلك ، فنزلت هذه الآية ، فكففنا عن القول في ذلك ، وكنا إذا رأينا أحدا أصاب منها شيئا خفنا عليه ، وإن لم يصب منها شيئا رجونا.
وأراد بالإسراف ارتكاب الكبائر.
وروي عن ابن مسعود أنه دخل المسجد فإذا قاص يقص وهو يذكر النار والأغلال فقام على رأسه
__________________
[١٨٢٧] ـ صحيح. أخرجه البخاري ٤٨١٠ ومسلم (١٩٣ / ١٢٢) وأبو داود (٤٢٧٤).
[١٨٢٨] ـ م ضعيف. أخرجه الطبراني في «الكبير» ١١٤٨٠ من طريق أبين بن سفيان والواحدي في «أسباب النزول» ٦٦٠ من طريق ابن جريج كلاهما عن عطاء بن أبي رباح به. وفي الإسناد الأول أبين ، وهو ضعيف ، وفي الثاني عنعنة ابن جريج.
قال الهيثمي في «المجمع» ٧ / ١٠١ : رواه الطبراني ، وفيه أبين بن سفيان ، ضعفه الذهبي.
ـ وكذا ذكره السيوطي في «أسباب النزول» ٩٥٧ وضعّف إسناده.
[١٨٢٩] ـ ضعيف. أخرجه الطبري ٣٠١٨٣ من طريق ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر وابن إسحاق مدلس ، وقد عنعن.
[١٨٣٠] ـ ضعيف. أخرجه الطبري ٣٠١٨٨ من طريق مقاتل بن حيان عن نافع به ، وإسناده ضعيف ، فيه أبو معاذ واسمه خالد بن سليمان ضعفه ابن معين ، ومشاه غيره ، قاله الذهبي في «الميزان» ١ / ٦٣١ وفيه مقاتل ، وقد روى مناكير.
(١) في المطبوع «عباس» والمثبت عن المخطوط و «شرح السنة».
(٢) في المطبوع «معاشر» والمثبت عن المخطوط.