مالك القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل (١) عن محمد بن عثمان عن زاذان عن علي رضي الله عنه قال : سألت خديجة رضي الله تعالى عنها (٢) النبيّ صلىاللهعليهوسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هما في النار» ، فلما رأى الكراهية في وجهها ، قال : «لو رأيت مكانهما لأبغضتهما» ، قالت : يا رسول الله فولدي منك؟ قال : «في الجنة» ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن المؤمنين وأولادهم في الجنة ، وإن المشركين وأولادهم في النار» ، ثم قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ).
(كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) ، قال مقاتل : كل امرئ كافر بما عمل من الشرك مرتهن في النار ، والمؤمن لا يكون مرتهنا ، لقوله عزوجل : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ) (٣٩) [المدثر : ٣٨ و ٣٩] ثم ذكر ما يزيدهم من الخير والنعمة.
(وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢٢) يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ (٢٣) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (٢٤) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٥) قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ (٢٦) فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ (٢٧) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٢٨) فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (٢٩) أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠))
فقال : (وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ) ، زيادة على ما كان لهم (وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) ، من أنواع اللحمان.
(يَتَنازَعُونَ) ، يتعاطون ويتناولون ، (فِيها كَأْساً لا لَغْوٌ فِيها) ، وهو الباطل ، وروي ذلك عن قتادة ، وقال مقاتل بن حيان : لا فضول فيها. وقال سعيد بن المسيب : لا رفث فيها. وقال ابن زيد : لاسباب ولا تخاصم فيها. وقال القتيبي : لا تذهب عقولهم فيلغوا ويرفثوا ، (وَلا تَأْثِيمٌ) ، أي لا يكون منهم ما يؤثمهم. قال الزجاج : لا يجري بينهم ما يلغي ولا ما فيه إثم كما يجري في الدنيا بشرية الخمر. وقيل : لا يأثمون في شربها.
(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ) ، بالخدمة (غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ) ، في الحسن والبياض والصفاء ، (لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ) ، مخزون مصون لم تمسه الأيدي.
قال سعيد بن جبير : مكنون يعني في الصدف. قال عبد الله بن عمرو : ما من أحد من أهل الجنة إلا يسعى عليه ألف غلام ، وكل غلام على عمل ما عليه صاحب.
[٢٠٣٧] وروي عن الحسن أنه لما تلا هذه الآية قال : قالوا يا رسول الله : الخادم كاللؤلؤ المكنون ، فكيف المخدوم؟
__________________
ـ والخبر منكر كما قال الذهبي رحمهالله.
ـ وانظر ما تقدم في سورة الروم عند آية : ٣٠.
[٢٠٣٧] ـ لم أقف له على إسناده ، وانظر ما بعده.
(١) في المطبوع «فصل» والمثبت عن المخطوط وكتب التراجم.
(٢) زيد في المطبوع «عن».