إسماعيل بن جعفر بن حمدان ثنا الفضل بن العباس بن مهران ثنا طالوت ثنا حماد بن سلمة أنا جعفر بن الزبير عن القاسم بن عبد الرحمن (١) عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كاتب الحسنات على يمين الرجل [وكاتب السيئات على يسار الرجل ، وكاتب الحسنات أمين (٢) على كاتب السيئات](٣) ، فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرا ، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال : دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر».
(وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (١٩) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (٢٠) وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (٢١) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (٢٢) وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ (٢٣) أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (٢٤))
(وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ) ، غمرته وشدته التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله ، (بِالْحَقِ) ، أي بحقيقة الموت ، وقيل : بالحق من أمر الآخرة حتى يتبينه الإنسان ويراه بالعيان. وقيل : بما يؤول إليه أمر الإنسان من السعادة والشقاوة. ويقال : لمن جاءته سكرة الموت ، (ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) ، تميل ، قال الحسن : تهرب. قال ابن عباس : تكره ، وأصل الحيد الميل ، يقال : حدت عن الشيء أحيد حيدا ومحيدا إذا ملت عته.
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) ، يعني نفخة البعث ، (ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ) ، أي ذلك اليوم يوم الوعيد الذي وعده الله للكفار أن يعذبهم فيه. قال مقاتل : يعني بالوعيد العذاب أي يوم وقوع الوعيد.
(وَجاءَتْ) ، ذلك اليوم ، (كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ) ، يسوقها إلى المحشر ، (وَشَهِيدٌ) ، يشهد عليها بما عملت ، وهو عمله ، قال الضحاك : السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم الأيد والأرجل ، وهي رواية
__________________
ـ العطار عن المسيب بن شريك عن بشر بن نمير عن القاسم به دون صدره ، وإسماعيل ضعيف ومثله القاسم. وورد بلفظ «إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها ، وإلّا كتب واحدة».
ـ وأخرجه أبو نعيم ٦ / ١٢٤ والواحدي ٤ / ١٦٥ والبيهقي ٧٠٥١ والطبراني ٧٧٦٥ من طريق إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن عروة بن رويم عن القاسم به.
ـ وإسناده ضعيف ، وعلته القاسم ، وكذا إسماعيل ضعفه غير واحد مطلقا ، وضعفه بعضهم في روايته خاصة عن غير الشاميين.
ـ قال الهيثمي في «المجمع» ١٠ / ٢٠٨ : وفيه جعفر بن الزبير ، وهو كذاب ، ولكن ورد من وجه آخر رواه الطبراني بأسانيد رجال أحدها وثقوا! قلت : فيه القاسم كما تقدم ، ولا يحتج بما ينفرد به ، وتعيين ست ساعات أو سبع غريب جدا.
ـ وله شاهد من حديث أم عصمة ، وفيه : «ثلاث ساعات».
وفي الإسناد سعيد بن سنان ، وهو متروك ، أخرجه الطبراني في «الأوسط» ١٧ ، فهذا شاهد لا يفرح به ، وهو يعارض الأول في تعيين الزمن.
ـ الخلاصة : لفظ المصنف ضعيف جدا ، واللفظ المختصر عن إسماعيل بن عياش الذي أوردته ، ضعيف فقط ، وشاهده ليس بشيء ، وقد أورده الألباني في «الصحيحة» ١٢٠٩ وحسنه ، وليس كما قال بل الإسناد ضعيف والمتن غريب ، ولا يتدين بحديث ينفرد به القاسم ، وفي الطريق إليه جعفر ، وهو متروك أو ابن عياش ، وهو غير حجة.
(١) في المطبوع «القاسم بن محمد» والتصويب عن كتب التراجم و «معجم الطبراني» ٧٩٧١.
(٢) في المطبوع «أمير» والمثبت عن المخطوط (ب)
(٣) ما بين المعقوفتين زيد في المطبوع و «ط» والمخطوط (ب) وسقط من المخطوط (أ)