الزيارة السابعة
هذه الزيارة آخر الزيارات وهي قبرصية ، وقعت في هلال سنة اثنتين ومائة وألف ، وقد سبق سببها ، وبعض كلماتها على التفصيل فلا نعيده ولا علينا أن نشير إلى البعض الآخر منها.
قال حضرة الشيخ : إن استناد الكفار إلى الأحجار ألا ترى على القلاع والحصون ، واستناد المؤمنين إلى لا إله إلا الله ألا ترى أنهم لا يتحصنون بحصن سوى التوكل عليه تعالى وهو يكفيهم ، قال : «لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي» (١).
قال حضرة الشيخ : إن حسام أفندي المدفون في «استانكوي» من أجلة مشايخ الطريقة ، وقد مضى منذ مات قريبا من المائة ، وهو أستاذي المعنوي ؛ لأنه قد قرأت منه في المنام.
قال حضرة الشيخ : قوله تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ) [آل عمران : ١٤] الآية إشارة إلى أصحاب الشمال ، وقوله تعالى بعده : (وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) [آل عمران : ١٤] إشارة إلى المقربين من أصحاب الميمنة.
وقوله تعالى : (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ) [آل عمران : ١٥].
الآية إشارة إلى الأبرار من أصحاب الميمنة ، ومقام العندية المأخوذة من قوله تعالى ، والله عنده أفضل وأعلى كأنه تعالى أشار بتعقيب الجنة بذلك أنكم أن كان لكم ميل إلى ما سوى المولى فليكن ذلك إلى الجنة لا إلى متاع الحياة الدنيا.
قال حضرة الشيخ : لا ينفخ الروح ما لم يكمل الجسد والجسد هو الشريعة والطريقة والروح هو المعرفة والحقيقة فإذا كمل شريعة السالك وطريقته فليرتقب نفخ روح المعرفة والحقيقة وإلا فلا.
قال حضرة الشيخ : أستاذ المرء وشيخه أعلى وأفضل من الأب الطيني ؛ لأن الأب الطيني موجود للكفار وأهل الإسلام مشتركون فيه ، ويمتاز المسلمون منهم بالأب الديني ، وهو المعلم والمرشد ، ثم قال : خير الآباء من علمك ، ووصى حضرة الشيخ بأن يقرأ المؤذن بعد إحدى وأربعين الصلوات على النبي صلىاللهعليهوسلم في أعقاب المكتوبة
__________________
(١) رواه القضاعي في الشهاب (٢ / ٣٢٣) ، والديلمي في الفردوس (٥ / ٢٥١).