وشكوت عن تعنت أهل البيت ، فقال : إن الله يحملك على الصبر ، والتحمل ، فإذا تزكى نفسك عن الرذائل ، واتصفت بالفضائل يرتفع الموانع مطلقا.
سألت حضرة الشيخ أحوال أولاد المشايخ الكرام وأحفادهم حيث إنهم يقولون : إنّا أولاد فلان العزيز فهل لهم فائدة في الافتخار بمجرد كونهم ذوي القربى من غير أن أحسابهم كأنسابهم؟ فقال : أما تعرف قوله تعالى في حق كنعان بن نوح : (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) [هود : ٤٦].
وفي المثنوي في حقه : [...](١).
قلت لحضرة الشيخ : هل يكون خليفتان في محل واحد؟
قال : ليس هذا من دأب السلف ؛ لأنه كنفخ روحين في جسد واحد.
أقول : هذا إذا كان الخليفتان لشيخ واحد ، وإذا كان لشيخين فلا بأس.
قلت لحضرة الشيخ : يجب الهجرة في رأس المائتين ؛ لأنه يقرب فناء العالم حينئذ.
قال : الأصح أنها في رأس المائة الثالثة بعد الألف.
وقال : إن أمر الدنيا كالبدر وكالهلال من آدم إلى نبينا صلىاللهعليهوسلم ثم امتلأ الهلال فصار بدرا ، ثم عاد إلى مرتبة الهلالية قليلا قليلا ، ولهذا ترى العالم على الاضطراب والفناء والزوال.
وأظهر حضرة الشيخ وجع السنّ والنزلة ؛ فقال : إن الله ابتلاني به منذ ثلاثين سنة ، وذلك من تجلي الجلال.
فقلت : إن حضرة الشيخ الشهير باقتادة ـ قدسسره ـ ابتلي بوجع الكعب إلى آخر العمر ، فقال : إن الله تعالى مرة يتجلى بالجمال ، وأخرى بالجلال ، وكلّ من بديع صنعه محبوب بكل وجه.
قال حضرة الشيخ : الكامل لا يخرج عن حكم الطبيعة والقلب والروح كسائر الناس لكن لا تلذذ بالنسبة إليه ، ولا تألم بل هو مجرد عن القيود مستقر في مقام السر المحيط بالكل ، قال : أول الأمر تجريد وآخره تجريد بل تفريد ، ولا تخلق شيء أصلا إلا أن يكون أهل برزخ وحجاب فيعلق.
قلت لحضرة الشيخ : أريد أن أقرأ عليكم «مفتاح الغيب» للصدر القونوي ـ
__________________
(١) كلام تركي.