__________________
ـ الغايات ، وأكمل كمال النهايات التي لا نقص فيها بوجه من الوجوه ، كيف وهو الظهور التام ، والمظهر العام ، وليس في الإمكان أبدع مما كان ، ولو كان لكان ، فإنه لأشرف من الوجود ، وقد تجلّى به كمال التجلي في الحقيقة والشهود.
وهو مرتبة الأحدية ، كما صرّح به الشريف الجرجاني في تعريفاته.
وهذا بناء على ما قررناه من حملنا التعينات على قيودات الذات الأوليّة ، التي في مقابلتها الصور العلمية كما ذكرناه ، هذا وإن كان صحيحا في نفسه ؛ لأنه من اصطلاحاتهم ، فهو غير مراد هنا لحضرة الشيخ ، وإنما ذكرناه تتميما للفائدة.
وقيل : إنما يراد بالعماء النفس الرحماني الذي يعبر عنه بالوجود الحق المتعين بالتعينات ، وهو أول غيب ظهر ، وبه وفيه ظهرت صور الأشياء ، والربّاني نسبة للرب تعالى ؛ لأن الحق فيه من اسمه الرب.
كما أنه على العرش باسم الرحمن ، وهذا العماء أين الحق ، وهويته : أي أول ما ظهر فيه تعالى.
وشاهد ذلك حديث : أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض؟ فقال صلىاللهعليهوسلم : «كان في عماء ما تحته هواء ولا فوقه هواء».
دفعا لتوهم أن يراد بالعماء معناه اللغوي ، الذي فوقه هواء وتحته هواء ؛ لأنه عبارة عن الغيم الرقيق ، وإذا كان أين الرب تعالى كان عينه ؛ لأنه لا يكون هوية له تعالى إلا عينه ، وعلى هذا يكون المراد بالتعينات ما يعين النفس الرحماني حتى يكون بذلك التعين أعيانا وجودية علمية ، سواء كانت غيبا كالأرواح والعقول والنفوس ، أم شهادات كالجسم والفلك ، الكل فما تنازل عنه من عالم الشهادة ، ولا شك أن أول التعينات : أي أول ما تعين به هذا النفس الذي هو العماء ، وكان عينا وجودية هو الصورة المحمدية المعبر عنها بالعقل الأول ، والقلم الأعلى ، والنور المحمدي ، والحق المخلوق به ، وقد يعبر عنها بالإنسان الكامل ؛ إذ الظاهر مطابق للباطن ، يعني كما أنه صلىاللهعليهوسلم أول التعينات في عالم المعاني كما ذكرنا ، كان أول التعينات في الظاهر.
ولو كان غيبا فيكون مبدأ في كل عالم ، ومنه تتفرع الأشياء ؛ إذ هو الأب الأكبر.
قال العارف ابن الفارض مترجما عن لسان الحضرة :
وإنّي ، وإن كنت ابن آدم صورة |
|
فلي فيه معنى شاهد بأبوتي |
شاهد ذلك قوله صلىاللهعليهوسلم : «أول ما خلق الله نوري».
وقوله صلىاللهعليهوسلم : «وإني عند الله لخاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدل في طينته ، وكنت نبيّا وآدم بين الماء والطين».
وحديث الكوكب عند سؤاله صلىاللهعليهوسلم جبريل عن عمره فقال : «إن كوكبا يظهر في كل سبعين ألف سنة