__________________
ـ وأما غناؤهم وسماعهم : قال الله تعالى : (فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ)[الروم : ١٥].
قال البيهقي عن يحيى بن كثير : الحبر : السماع في الجنة.
وأخرج الطبراني والبيهقي عن أبي أمامة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من عبد يدخل الجنة إلا ويجلس عند رأسه وعند رجليه اثنتان من الحور العين ، يغنيان بأحسن صوت سمعه الإنس والجن ، وليس بمزمار الشياطين ، ولكن بتحميد الله وتقديسه».
وأخرج الطبراني في «الأوسط» والبيهقي وابن أبي الدنيا بسند جيد عن أنس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الحور في الجنة ليغنين يقلن : نحن الحور الحسان ، هدينا لأزواج كرام».
وأخرج أحمد في «الزهد» والبيهقي عن مالك بن دينار قال : «يقام داود عليهالسلام عند ساق العرش فيقول الرب : يا داود مجّدني بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني به في الدنيا ، فيقول : يا رب وكيف وقد سلبتنيه ، فيقول : إني سأرده عليك اليوم ، فيندفع داود بصوت يستفرغ نعيم أهل الجنة».
وأخرج ابن عساكر عن الأوزاعي في قوله تعالى : (فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ)[الروم : ١٥] ، قال : «هو السماع ، إذا أراد أهل الجنة أن يطربوا أوحى الله إلى الرياح يقال لها : الهفافة ، فدخلت في آجام قصب اللؤلؤ الرطب ، فحركته فضرب بعضه بعضا ، فتطرب الجنة فإذا طربت لم يبق في الجنة شجرة إلا وردت».
وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة قال : «قال رجل : يا رسول الله ، هل في الجنة سماع ؛ فإني أحب السماع؟ قال : نعم ، والذي نفسي بيده إن الله ليوحي إلى شجرة : أن أسمعي عبادي الذين شغلوا أنفسهم عن المعازف والمزامير بذكري ، فتسمعهم بأصوات ما سمع الخلائق مثلها قط بالتسبيح والتقديس».
وأخرج الحاكم في «نوادر الأصول» عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين في الجنة ، قيل : ومن الروحانيون يا رسول الله؟ قال : قرّاء أهل الجنة».
وأخرج الديلمي عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا كان يوم القيامة قال الله : أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم عن مزامير الشيطان ، ميزوهم فيمرون في كثبان المسك والعنبر ، ثم يقول للملائكة : أسمعوهم من تحميدي وتسبيحي وتهليلي ، قال : يسبحون بأصوات لم يسمع السامعون مثلها قط».
في أوانيها وريحانها وزرعها وخيلها وطيرها ودوابها :
أما أوانيها : قال الله تعالى : (وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا* قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ)[الإنسان : ١٥ ، ١٦] ، (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ)[الزخرف : ٧١].