قبره هو : ضريحه الذي جعله الله أفضل من الكعبة بالاتفاق ؛ لأن الكعبة مقام الفناء وحده ؛ لأنها إشارة إلى الذات الأحدية ، كما رمز بها المنارات السبع بمقابلة الأسماء السبعة الدالة على الفناء.
وأمّا الضريح النبوي : فمقام الفناء ، والبقاء جميعا ؛ لأنه إشارة إلى الذات الواحدية المشار إليه بقاب قوسين النزول بعد أو أدنى العروجي ، كما لوح بها المنارات الخمس بمقابلة الأسماء الخمسة الدالة على البقاء.
والجنة : إنما هي لأهل البقاء لا لأهل الفناء ، إذ لا لذة لأهل الفناء أصلا ؛ لاستغراقهم في شهود الذات الأحدية ، وإنما قلنا بفضل الجمع بين الفناء والبقاء لما فيه من الفضيلة العظمى التي اتصف بها أهل التبليغ جميعا ، ولا يقوم الكون إلا بهذا الجمع ، وعند فناء أهله يقوم الناس لرب العالمين ، فإذا عرفت هذا ؛ فاعلم أن القبر هو مقام الحقيقة الجامعة كما أومأنا إليه.
والمنبر هو : مقام الشريعة المحيطة بالأحكام والحقائق ، كما أشار إليه درجاته الأربع المتفاوتة فعلم إن أركان العالم صورة ومعنى محصورة في الأربعة لا تتجاوز إلى ما فوقها ؛ كالأمهات الأسمائية ، وأركان العرش ، والكعبة ، والملائكة الأربعة ، والخلفاء الأربعة ، والنسوة ، الأربع ونحو ذلك.
__________________
ـ وأشياء كثيرة فكان التفضيل لها بنسبة ما أشرنا إليه أولا بان تردده عليهالسلام في المسجد نفسه أكثر مما سواه من سائر المساجد فالبحث تأكد من الاعتراض لأنه جاءت البركة مناسبة لتكرار تلك الخطوات المباركة والقرب من تلك النسبة المرتفعة لا خفاء فيه إلا على ملحد أعمى البصيرة فالمدينة أرفع المدن والمسجد أرفع المساجد والبقعة أرفع البقع قضية معلومة وحجة ظاهرة موجودة انتهى.
وقال الخطاب : ي المراد بهذا الحديث الترغيب في سكنى المدينة وأن من لازم ذكر الله في مسجدها آل به في روضة الجنة وسقى يوم القيامة من الحوض انتهى. وقد تقدم في الخصائص من مقصد المعجزات مزيد لذلك وعند مسلم من حديث ابن عمر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام».