قال الله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة : ٦].
قال القاضي في تفسيره : فإذا قاله العارف الواصل عني بقوله : اهدنا ، أرشدنا إلى طريق السير فيك ؛ لتمحو عنا ظلمات أحوالنا ، وغواشي أبداننا ؛ فنستضيء بنور قدسك ؛ فنراك بنورك ، انتهى.
وهذا خطأ عند من له ذوق من علوم الأذواق ، ومشرب من مشارب السلوك ،
__________________
ـ قاعدة : مقام البقاء جامع حيطة الجمع ، ونقاء البقاء جامع حيطة جمع الجمع.
فائدة : الجمع غير الجمعية ؛ الجمع شهود وحدانية النور ، والجمعية غيبة مع الحضور.
فالجمعية غيبة عن الخلق مع الحضور بالحق ، والجمع شهود الحق بلا خلقّ ، فمقام الجمعية أكمل من مقام الجمع.
قاعدة : القيام بحقيقة الجمع دون الشريعة زندقة ، والقيام بمقام الفرق دون الجمع تفرقة.
فائدة : الحقيقة خفيّ الباطن ، والباطن جليّ الظاهر ؛ لهذا كان في المصطلح : الباطن حقيقة ، والظاهر شريعة.
قاعدة : لا يصلح مقام البقاء إلا بعد فناء الفناء.
فائدة : في مقام البقاء يعطي المولى التمكين ، وفي مقام بقاء البقاء ينصرف بالتمكين في التلوين.
قاعدة : وصف البقاء للباقي يختلف بحسب ما تقدم من الفناء ؛ لذلك اختلفت المقامات ، وتباينت الحالات.
فائدة : من الرجال من لا يجد البقاء ، إلا بعد الفناء وهذا هو الأكثر ، ومنهم من يجد البقاء لأول وهلة رقيقة يجدها أهل الخصوصية من حقيقة الأنبياء ، وهؤلاء هم الكمّل الورثة.
قاعدة : البقاء يقتضي وجود الفناء بعدم أوصاف البشرية التي يجب التقديس منها ، والبعد عنها.
فائدة : البقاء مرآة التجلّي ، كما أن الفناء بساط التخلّي ، كما أن الباقي على منصة التجلّي.
قاعدة : بقاء القديم غير بقاء الحادث ، وإن حصل للسالك طريقة ؛ فهو مجاز حقيقة.
فائدة : لا يحصل رفع البقاء إلا بخفض الفناء ، فقم في باب نصب البدل ، واترك حروف العلل تبلغ ما أملته من الأمل.
قاعدة : وصف البقاء في الأنبياء عصمة وهداية ، وفي الأولياء حفظ ورعاية ، وكل من حصل له وصف البقاء أمن من الشقاء.
فائدة : الراقي درجة الفناء يشاهد أول مقام البقاء ، ويبشر هناك في بدايته بما سيكون له في نهايته ؛ لأنها أول خلع القبول في مقام الوصول.