النبي صلىاللهعليهوسلم لنفسه ليس كاستغفار أحدا منا لنفوسهم ، فإن الزّلات والتلوينات على مراتب ، فالاستغفار مشترك فيه ؛ لكن المغفرة إنما تجيء من الله تعالى بحسب حال المستغفر.
وكذا الشفاعة في الدّارين (١).
__________________
(١) اختص صلىاللهعليهوسلم بأنه أول من تنشقّ عنه الأرض ، وأول من يفيق من الصعقة ، وبأنه يحشر في سبعين ألف ملك ، ويحشر على البراق ، ويؤذّن باسمه في الموقف ، ويكسى فيه أعظم الحلل من الجنة ، وبأنه يقوم عن يمين العرش وبالمقام المحمود ، وأنه بيده لواء الحمد ، وآدم فمن دونه تحت لوائه ، وأنه إمام النبيين يومئذ وقائدهم وخطيبهم ، وأول من يؤذن له في السجود ، وأول من يرفع رأسه ، وأول من ينظر إلى الله تعالى ، وأول شافع وأول مشفّع ، ويسأل الله في غيره ، وكل الناس يسألون في أنفسهم ، وبالشفاعة العظمى في فصل القضاء ، وبالشفاعة في إدخال قوم الجنة بغير حساب ، وبالشفاعة فيمن استحق النار ألا يدخلها ، وبالشفاعة في رفع الدرجات بأناس في الجنة ، كما جوز النووي اختصاص هذه والتي قبلها به ، وورد به الأحاديث في التي قبل ، صرح به القاضي عياض وابن دحية ، وبالشفاعة في إخراج عموم أمته من النار حتى لا يبقى منهم أحد ، ذكره السبكي ، وبالشفاعة لجماعة من صلحاء المسلمين ليتجاوز عنهم في تقصيرهم في الطاعات ، ذكره القزويني في العروة الوثقى ، وبالشفاعة في الموقف تخفيفا عمن يحاسب ، وبالشفاعة فيمن خلد في النار من الكفار أن يخفف عنهم العذاب ، وبالشفاعة في أطفال المشركين ألا يعذبوا ، وسأل ربه ألا يدخل النار أحد من أهل بيته فأعطاه بذلك ، وأنه أول من يجيز على الصراط ، وأنه أول من يقرع باب الجنة ، وأول من يدخلها وبعده ابنته ، وبالكوثر ، زاد أوب سعد وابن سراقة : وبالحوض.
قلت : لكن ورد أن لكل نبيّ حوضا ، وفي إثر في خصائصه : «وحوضه أعرض الحياض وأكثرهم وارد» ، وبالوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة.
وقال عبد الجليل القصري في شعب الإيمان : الوسيلة التي اختص بها في التوسل وذلك أن النبي صلىاللهعليهوسلم يكون في الجنة بمنزلة الوزير من الملك بغير تمثيل لا يصل إلى أحد شيء إلا بواسطته ، وقوائم منبره رواتب في الجنة.
ومنبره على ترعة من ترع الجنة ، وما بين قبره ومنبره روضة من رياض الجنة ، ولا يطلب منه شهيد على التبليغ ، ويطلب من سائر الأنبياء ، ويشهد لجميع الأنبياء بالبلاغ ، وكل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببه ونسبه ، فقيل معناه : أن أمته ينسبون إليه يوم القيامة ، وأمم سائر الأنبياء لا ينسبون إليهم ، وقيل : ينتفع يومئذ بالنسبة إليه ، ولا ينتفع بسائر الأنساب ، ويكنى به آدم عليهالسلام في الجنة دون