__________________
ـ (وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً ) [المدثر : من الآية ٣١](وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً ) [الأحزاب : من الآية ٢٢] ، (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً)[التوبة : من الآية ١٢٤].
وقال من زعم أن الطاعات داخلة في حقيقة الإيمان : أنه يقبلهما.
واستدل بالآيات المذكورة ، وقال الإمام : هذا البحث لفظي ، لأن المراد بالإيمان إن كان هو التصديق فلا يقبلهما ، وإن كان الطاعات فيقبلهما ثم ذهب إلى التوفيق فقال : الطاعات مكملة للتصديق ، وكل ما دل على أن الإيمان لا يقبل الزيادة ، والنقصان كان مصروفا إلى أصل الإيمان ، وما دل على كونه قابلا لهما فهو مصروف إلى الإيمان الكامل هذا ما ذكروه.
والحق : أن الإيمان قابل لهما سواء كان بمعني الطاعات ، وهو ظاهر وبمعني التصديق ، لأن التصديق بالقلب هو : الإعتقاد الجازم وهو قابل للشدة والضعف ، إذ يبتدئ من أجلي البديهيات نازلا إلى أخفي النظريات.
وصاحب الكبيرة مؤمن مطيع بإيمانه عاص بفسقه وعند المعتزلة : ليس بمؤمن ولا كافر وعند جمهور الخوارج كافر لقوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ)[المائدة : من الآية ٤٤].
وفيه نظر ؛ لأن ذلك يدل على أن من لم يحكم بما أنزل الله ولم يصدقه فهو كافر ولا نزاع فيه وإنما الكلام فيمن يرتكب معصيه.
وعند الأزارقة مشترك ، لأنه يعمل عملا لله ، وعملا لغيره فصار مشركا لمخالفته لقوله تعالى : (وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)[الكهف : من الآية ١١٠] وعند الزيدية كافر بالنعمة ، وعند الحسن البصري منافق لقوله عليهالسلام «آية المنافق ثلاث : إذا ائتمن خان ، وإذا وعد أخلف ، وإذا حدث كذب».
واختلفوا في الكبائر فروى ابن عمر عن أبيه عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنها تسعة : الشرك بالله وقتل النفس عمدا ، وعقوق الوالدين المسلمين والسحر ، وأكل مال اليتيم ، والقتال في الحرم والزنا والفرار من الغزاة عند قتالهم وقذف المحصنة.
وزاد علي كرم الله وجهه السرقة وشرب الخمر وزاد أبو هريرة أكل الربا وقيل الكبيرة ما توعد الشارع عليه بخصوصه ، وعيد أصحاب الكبائر من أهل الإيمان منقطع أي يخرجهم الله تعالى من النار إلى الجنة خلافا للمعتزلة.
لنا : قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ)[النساء : ٤٨]