ومعنى ، وإنما قلنا في الصلاة : إنها إطلاق في صورة القيد ؛ لأن ظاهر المصلّي وإن كان مقيدا بالتوجه إلى القبلة ؛ لكن باطنه مطلق عن القيود كلها ؛ بل متوجه إلى الله الذي له الإطلاق الحقيقي الذاتي.
__________________
ـ أرواح العجز المبسوطة في أرواح السجود الذي هو روح الساجد الحامد بأجل المحامد بالإشارة الروحية في روح الهوية فروح السجود من أرواح الإطلاق في روح من الحجاب الرقيق.
ولذلك الروح كان أقرب من روح الركوع ومن روح القيام ومن روح القراءة فأرواح الصلاة بعضها فوق بعض في درجات القرب لاختلاف أرواح الحجب فلا بد لكل عابد من روح حجاب يليق بحاله في أرواح أقواله وأرواح أفعاله ، وفي أرواح النيات ، وفي أرواح الإشارة الروحية بإسقاط أرواح السر. فيعم روح الإطلاق في أرواح من الرقة وفي روح السجود من أرواح السنن : «اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله ظاهره وباطنه سره وعلانيته سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين».
ويكون روح السجود على سبعة أرواح روح الجبهة واليدين والركبتين وأطراف القدمين ولا بد فيه من روح السكون كالركوع والاعتدال فإن أرواح الصلاة أرواح وصل وفصل وحركة وسكون وبعد روح السجود الأول روح الجلوس بروح من السكون ، وهو روح بعث من روح الغيبة في أرواح التقديس.
(مِنْها خَلَقْناكُمْ) [طه : ٥٥] ، بروح السجود الأول جاءت إشارته وبروح الجلوس بين السجود كانت عباراته (وَفِيها نُعِيدُكُمْ) بروح السجود الثاني ، (وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى) بروح الجلوس الأخير لأرواح التحيات ، وأرواح التشهد وأرواح التسليمات والصلوات.
فالجلوس الأخير جامع لأرواح كثيرة لأنه المبعث الأكبر وبأرواح اللقاء عند أرواح التسليم ترتفع أرواح التكاليف وهي من أرواح العفو روح من أرواح الآثار.
قال رجل لأبي هريرة : «إني أخاف من الموت فقال له : أتصلي الصلوات الخمس في جماعة؟ فقال الرجل : نعم ، فقال : إذا كنت على هذا الأمر فمت في أي وقت شئت فلا بأس عليك» روح بيان في هذا الروح ألا ترى.
وذلك أن أرواح الجماعة فيها أرواح الدرجات وأرواح الصلاة فيها أرواح الكفارات ، وفيها من كل الأرواح الإلهية وختام الصلوات بأرواح الدعوات والبركات بأرواح الأذكار ، وأرواح الاستغفار.
وانظر : كتاب الأرواح (ص ٤٥) بتحقيقنا.