(وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) [الأعراف : ١٥٧].
وقد سمعت عن بعض الأقطاب : إن شارب الدخان ، ومبيحه ؛ نفساني شيطاني ، وأيضا : إن الذي يستعمله ؛ يستثقل أمر الله تعالى وطاعته.
وقد قال تعالى : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات : ٥٦] ، فما أدّى إليه حرام خبيث بلا شبهة ، وأيضا أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان قد حبب إليه الطيب ؛ تأنيسا للحقائق الإلهية ، والأرواح الملكوتية ؛ لأن العناصر البشرية لا تخلو عن الكثافة ، والرائحة الكريهة كما قال تعالى : (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ*) [الحجر : ٢٦ ، ٢٨ ، ٣٣].
فإذا كان إزالة هذه الرائحة الجبلية مما يحتاج الإنسان فيها إلى التبخير ؛ فما ظنك بالروائح العارضة الكريهة ، فإن ادّعى مدّعي إنه يستعمل السواك في عقب شربه فيزيل رائحته ؛ فذلك من الأكاذيب التي لا تصغى إليها أصلا ؛ لأن رائحة الدخان سارية في لحمه ، ولباسه ، ومقامه حتى تسري في محلّ سجدته في المساجد والجوامع ، وقد قالوا : لو أنه لا معنى للتطهير بعد التجنيس ؛ بل الواجب البقاء على الطهارة الأصلية ، وكذا دعوى المنفعة مما لا يسمح ، فإن الأصل في الأشياء ، وإن كان الإباحة ، إلا أن المراد ؛ هي الأشياء النافعة لا مطلقا.
كما دلّ عليه في قوله تعالى : (خَلَقَ لَكُمْ) [البقرة : ٢٩] ، ولا يرتاب عاقل في أن شاربه لا يستعمله لنفعه ، أو يستعمله بقول طيب ، خبيث ، مريض مثله ، وقد كان مدّعي الشيخوخة في هذه الزمان لا يصوم ؛ لإكبابه عليه ، أو لا يفطر في شهر رمضان إلا عليه ، فسحقا لأصحاب الشهوات ، قاتلهم الله.