تجليّاته المتنوعة
أبد الآباد في كل موطن ومقام دنياويا ، وأخراويا ، وبرزخيا ، أو حشريا ، أو جنانيا
، أو كثيبيا.
وإليه يشير
قولهم : الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق : أي كل خلق من المخلوق يتنفّس بنفس
مخصوص من الأنفاس الرحمانية لا يشاركه فيه غيره ، وذلك من باب الغيرة الإلهية حتى
لا يطّلع أحد على أحد في طريقه ؛ لأنه ليس هناك إلا السير الأحدي حقيقيا كان أو
نوعيا ، فافهم هذا السرّ جدا.
فالشرعة هي :
شرعة الأعمال التي يردها السالك ؛ لتهديه إلى عين الأجر الأخروي ، المنهاج هو :
منهاج السير الأحدي الذي يرده السائر ؛ ليوصّله إلى عين النور وهو نور السماوات
والأرض ، وضياء الأجسام والأرواح.
فاختلاف
المناهج الشرعية ؛ يستلزم اختلاف المناهج السيرية ؛ لأن الظاهر عنوان الباطن ،
والمجاز قنطرة الحقيقة ؛ لكن لأكامل الناس أحوال غريبة في شرائعهم ومناهجهم
يخفونها عن الناس ؛ لأن اختلاف المذاهب ليس من حيث الحقائق ؛ بل من حيث الصور ،
فلهم سير أحدي من حيث الصور والحقائق جميعا لا يوقعهم في الاختلاف ؛ اختلاف الناس.
وإن كانوا
يتأدّبون بالأدب التي ندب إليها ظواهر الشرائع ، كمن كان متقلدا بمذهب أبي حنيفة رحمهالله تعالى ؛ فإنه يجرى على مذهبه في الصورة من غير إخلال
بشيء من اجتهاده وفروعه ؛ لكنه ليس بمتقيّد بواحد من المذاهب في الحقيقة ؛ بل يجري
سنن واحد في السير على المنهاج النبوي ، فله حكم الأدلية ، وحكم الصدر الأول.
فإن مرتبة
الصحابة رضي الله عنهم باقية إلى يوم القيامة :
__________________