مرتبة الوجوب والقدم الربّاني من حيث السير؟ (١).
__________________
(١) قال الشيخ ابن سبعين قدسسره ، وهو من أعجب ما قال : حكمة سابعة : ويقال : الفقر هو التجرد عن المواد والاتصال بالذوات المجردة المرسوم عليها في موضوعات الشرائع والمعبر عنها في اصطلاحهم : بالملائكة وعالم الأمر ، ثم التجرد عنها والاتصال بالحكيم العليم الذي أمر ، الحكيم العليم المبدع الأول الذي أمر الحكيم العليم الثاني ، ثم التجرد عن الجملة والاتصال بالحكمة والكلمة ، ثم التجرد عنها والاتصال بالحضرة السّنية التي يظهر فيها الحكيم العليم الأول المذكور أنه من عباد الله ، والله أعز من ذلك وهو عزيز ؛ لأنه اعتز على العلماء به قبل هذه التي ليست من جنس ما يعلمه الفيلسوف ولا يفهمه بعض الصوفية. وهو علم التحقيق الغريب الذي لم يخبر قط جميع من دون الدواوين كلها عنه ، ولا هو من قبيل السهو والعويص ولا في قوة البطيء مع الحريص. فاسمع ما أقوله لك ولا تلتفت إلى ما تخبط فيه شيعة أرسطو ، وكونهم يقولون : الحق عزوجل هو المحرك للجرم الأقصى بذاته.
والمتأخر منهم يقول : بل هو الذي فطر الأمر وهو الذي أمر بتحريكها ، وهو ثالث رتبة فوق محرك الأطلس.
ومنهم من قال : هو ثاني رتبة ، فانظر ذلك في آخر كتاب «المشكاة» للغزال.
وفي كلام ابن سينا والفارابي. وتحيّر ابن رشد في ذلك ثم اختار قول الحكيم ، وقال به وزال عن الغير.
وتخبط في ذلك ابن طفيل وانفصل عنه بهذيان لا فائدة فيه للحكيم النبيه. وكذلك مذهب أهل الرواق وشيعة فيثاغورس ومن قال بالمثل المعلقة والحياة السارية في الموجودات ، والذي قال بالانتقال وبالأشياء المؤلفة من الفاني والباقي.
وكذلك جميع ما تسمع من بعض الصوفية الذين يقولون : مقام الإسلام والإيمان والإحسان والحق والمطلع والأفعال والصفات والذات.
والذي يقول : الأسماء والتخلق والأسماء التي تتصف ويتصف بها والاسم الفعال والأسماء المتحابة والاسم الذي يتصف ، فذلك كله منه ما يصح بوجه ما ، ومنه ما لا يصح.
وكذلك قائل : «والحق وراء ذلك كله» فإنه أراد المعلوم المضاف.
وبالجملة : ما عرفوا الله حق معرفته ولا علموه على ما ينبغي له ، فعليك بالرجال.
واعلم أن العلم الإلهي منه ما يتعلم ، ومنه ما يورث ، ومنه ما يتلقى من صدور الرجال ، ومنه ما يوجد حالا وذوقا ، ومنه ما يظفر به في الجميع.
فقل : أعوذ بالمقصود المعلوم عند معلمي حيث معلمي : من توقف أرسطو وتشتيت مسائله الإلهية خاصة ، فإن غيرها من سائر العلوم أحكمها ولم يغلط فيها إلا في القليل ، ومن شكوك المشائين ،