أهل البيت كتاب خاصّ من رسول الله أو وحي سوى القرآن ، وغير ما لدى سائر المسلمين؟؟ ، فيقول : «لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن ، وما في هذه الصحيفة (١).» (٢) أو يقول : «لا! ما عندنا إلا ما في كتاب الله ، وما في هذه الصحيفة ، إلّا أن يعطي الله عزوجل عبدا فهما في كتابه» (٣).
ومن أمثلة استنباطاته اللطيفة والدقيقة من القرآن الكريم استنباطه عليهالسلام ، أقل مدة الحمل ـ وهو ستة أشهر ـ من قوله تعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً ..) (الأحقاف : ١٥) وقوله تعالى : (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ ..) (البقرة : ٢٣٣) ، لأننا إذا طرحنا سنتي الرضاعة من الثلاثين شهرا المذكورة لكلي الحمل والفطام من الرضاعة بقيت ستة أشهر مدة الحمل!
__________________
(١) يشير إلى الصحيفة الجامعة التي كان يضعها في قراب سيفه وكان يدون فيها أحاديث رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وما يتلقفه عنه من العلم. وقد نقلت كتب الحديث عند الفريقين كثير من محتوياتها.
(٢) انظر صحيح البخاري : ١٦٨ ـ باب فكاك الأسير ، وسنن الترمذي : ج ٢ : أبواب الديات عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ١٦ ـ باب ما جاء لا يقتل مسلم بكافر ، وسنن ابن ماجة : ج ٢ ، باب لا يقتل مسلم بكافر ، وانظر الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ، ذيل تفسيره لقوله تعالى (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ ..) الآية ٥٩ من سورة النساء.
(٣) سنن النسائي : ج ٨ ، كتاب القسامة ، باب سقوط القود من المسلم للكافر.