خبر عوج بن أعناق
٧٥
قال (١) : وزعم أنّه إذا قام صارت السحاب له مئزرا. وقال غيره : عوج بن عناق. وذكر في بعض أهل الأخبار (٢) أنّ حوّاء ولدت لآدم عناقا مفردة بغير ذكر مشوّهة الخلق ، لها رأسان ولها في كلّ يد عشر أصابع لكلّ إصبع ظفران مثل المنجلين الحادّين ، وذكرها عليّ رضياللهعنه وقال : هي أوّل من بغى وعمل الفجور وجاهر بالمعاصي واستخدمت الشياطين وصرّفتهم في وجوه من السحر. وكان الله عزوجل قد أنزل على آدم عوذا وأسماء تطيعها الشياطين ويملكون بها على ما تقدّم ، فعلّقها على حوّاء لتكون لها حرزا. وكانت حوّاء تصونها ، فاستغفلتها عناق وهي نائمة ، فأخذتها واستجلبت الشياطين بتلك الأسماء وعملت السحر وجاهرت بالمعاصي وأضلّت كثيرا من ولد آدم. وولّدت عوجا الجبّار ، فدعا عليها آدم فأمنت حواء ، فأرسل الله إليها أسدا عظيما من الفيل فمزّق أعضاءها وأراح الله منها.
٧٦
وعمّر عوج إلى زمان فرعون ولم يغرقه الطوفان ولا بلغ ماؤه إلّا بعض جسده ، وطلب السفينة ليغرقها وقطع صخرة على قدر عسكر موسى وكان فيه أكثر من مائتي ألف ليطرحها عليهم ، فأرسل الله عليه طيرا فنقر تلك الصخرة فنزلت من رأسه إلى عنقه ومنعته الحركة. وأمر الله عزوجل موسى بقتله ، فوثب موسى وكانت وثبته عشرة أذرع وطوله مثل ذلك وطول عصاه مثل ذلك أيضا ، ولم يلحق إلا عرقوبه ، فقتله وأقام جسرا على النيل يعبر الناس والدوابّ عليه مدّة طويلة. وفي حديث آخر أنّهم جرّوه بألف عجلة وألفي ثور
__________________
(١) ل : وقال الخليل عوج بن عوق ـ
(٢) ن : بعض الأخبار.