فاستمرّ قيصر لسنين (؟) ورغب في طاعته فأيّده حتّى ظفر بأخيه ، فرغب حين ذلك في دين النصرانية ، فبعث إليه قيصر قوما يعلّمونه النصرانية على نارحة أريش ، وهو كان مذهب بنتنيان. ثمّ ظهرت أنقلش إثر ذلك على القوط وضيّقوا عليهم حتّى أخرجوهم من بلدهم ، فاستغاثوا قيصر ، فتوسّع لهم في بلد طراخية فسكنوه على الطوع منهم. فلمّا أفرط عمّال قيصر عليهم باللوازم أشهروا نفاقهم ، فغزاهم قيصر فقتلوه. وكانت ولايته ...
٥٠٢
ثمّ ملك بعده قيصر طدوش الأندلسي ، وكان من أهل الفضل والتقى ، فنصّره الله وأعانه على الرومانيّين بالريح ، فهزم في قليل من أصحابه عددا عظيما منهم. ففي ذلك قال شاعرهم :
من ذا يحاربه |
|
والرّيح تنصره |
هكذا ذكروا في كتبهم ، وغزا القوط فقتلهم ، قتل منهم عددا كثيرا ، وضيّق على الرومانيّين حتّى أتاه اللّذريق ملكهم خاضعا نازعا عمّا كان عليه ، فقبل خضوعه فتوسّع لهم وانصرف عن حربهم. ومات طدوش بقسطنطينية إلى ستّة عشر يوما من وصوله إليها ، وكانت مملكة طدوش أحد عشر عاما. وبعد عشرين عاما غلب أدريق على رومة ، وهي بعد ثغر من ثغور قيصر ، وانتهبها ثلاثة أيّام ثمّ خرج عنها.
٥٠٣
وقلّد في مملكته قيصر أنورش وعليه طدوش الأصغر ، وهو الّذي ملك بعد أنورش على أنطاكية ، فخرج عنها أدريق إلى غالش.