تدعوبما يختصّ عقيب هذين الركعتين ، وعن ابن الباقي(١) كان أمير المؤمنين عليهالسلام يدعو بعدهما بقوله : «إلهي نِمْتُ القَلِيلَ فَنَبّهَنِي قَولُكَ المَبينُ : (تَتَجافى (٢) جُنُوبُهُم عَنُ المَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوفَاً وَطَمَعاً وَمِمّا رَزَقْنَاهُم يُنْفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِي لَهُم مِنْ قُرَّةِ أَعْيُن جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلونَ)(٣) ، فَجَانَبْتُ لَذِيذَ الرُقَادِ بِتَحَمُّلِ ثِقْلِ السُّهَادِ (٤) وَتَجافَيْتُ عَنْ طِيْبِ المَضْجَعِ بِاِنْسِكابِ غَزِيرِ المَدْمَعِ وَوَطِئْتُ الأرْضَ بِقَدَمِي وَبُؤْتُ إلَيْكَ بِذَنْبِيوَوَقَفْتُ بَينَ يَدَيكَ قَائِماً وَقاعِداً وَتَضَرَّعْتُ إلَيْكَ رَاكِعَاً وَسَاجِدَاً وَدَعَوتُكَ خَوفَاً وَطَمَعاً وَرَغِبْتُ إلَيْكَ وَالِهاً مُتَحَيِّراً اُنَادِيكَ بِقَلْب قَرِيح واُنَاجِيكَ بِدَمْع سَفُوح (٥) وَأعُوذُ بِكَ مِنْ قُوَّتِي وَألُوذُ بِكَ مِنْ جُرْأَتِي وَأسْتَجِيرُبِكَ مِنْ جَهْلي وَأتَعَلَّقُ بِعُرى أسبَابِكَ مِنْ ذَنْبِي وَأعْمُرُ بِذِكْرِكَ قَلْبِي إلهي لَو عَلِمَتِ الأرْضُ بِذَنُوبِي لَسَاخَتْ بِهِ وَالسَّموَاتُ لاَخْتَطَفَتْنِي وَالبِحَارُ لأَغْرَقَتْنِي والجِبَالُ لَدَهْدَهَتْنِي (٦) وَالمَفاوِزُ (٧) لاَبْتَلَعَتْنِي.
إلهي أىَّ تَغْرِير اِغْتَرَرْتُ بِنَفْسِي وَأيَّ جُرْأة اِجْترَأتُ علَيْكَ يَا رَبِّ إلهي كُلُّ مَنْ أتَيْتُهُ إلَيْكَ يَرْشِدُنِي وَمَا أحَدٌ إلاّ عَلَيْكَ يَدُلُّنِي ولا مَخْلوقٌ
__________________
(١) اختيار من المصباح ، الورقة : ٥٠ نسخة خطّية عنه أخذ صاحب التحار ٨٤ / ٢٤٦ وانظر أيضاً : الصحيفة العلوية الجامعة : ٤٧٩ ، بتحقيق السيّد محمّد باقر الأبطحي.
(٢) تتجافى جنوبهم : ترتفع وتتنحّى عن الفراش للعبادة.
(٣) سورة السجدة ٣٢: ١٦ ، ١٧.
(٤) السهاد : الأرق.
(٥) دمع مسفوح : جار.
(٦) دحرجتني.
(٧) فلاة لا ماء فيها.