المظهر الأوّل
في إثبات المعاد الجسماني
اعلم أن المحقّقين من الفلاسفة والمحقّقين
من أهل الشريعة ذهبوا إلى ثبوت المعاد ، ووقع الخلاف
في كيفيّته : فذهب جمهور المتكلّمين وعامّة الفقهاء إلى أنّه جسماني فقط ، بناء على
أنّ الروح جرم لطيف سار في البدن
؛ وجمهور الفلاسفة إلى أنّه روحاني فقط ؛ وذهب كثير من الحكماء المتألّهين
إلى القول بالمعادين جميعا.
والمعاد الجسماني هو أنّ لهذا الشخص الإنساني
روحا وجسدا يعود في الآخرة ؛ بحيث لو يراه أحد عند المحشر ، يقول : «هذا فلان الذي
كان في الدنيا».
ومن أنكر هذا ، فقد أنكر ركنا عظيما من الإيمان
، فيكون كافرا عقلا وشرعا ،
__________________