فكلّ هذه الآيات
تدلّ على أنّ كلّ ما في السماوات والأرض يفنى ويزول بالنفخ الإسرافيلي في الصور.
ومن الآيات الدالة
على حدوث العالم قوله ـ تعالى ـ :(هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ). فاللّه ـ سبحانه
ـ أخبر عن خلق المكوّنات في هذه المدّة ؛ وذلك لأنّ الحادث التدريجي الوجود زمان حدوثه
بعينه زمان ثبوته واستمراره ، إذ
لا بقاء له إلّا الحدوث التجدّدي.
فعلم بالبرهان والقرآن
ـ جميعا ـ أنّ هذا العالم الجسمانيّ كلّه حادث مسبوق بالعدم
الزماني ، ولا بقاء للجسم الطبيعي ؛ لأنّه في ذاته لا يخلو عن الحدوث ، وما لا يخلو
في ذاته عن الحدوث فهو حادث الهويّة ، تدريجيّ الذات ، متغيّر الكون ؛ لكنّ الحقائق
النوعيّة ثابتة الوجود في علم اللّه ـ تعالى.
فعلمه ـ تعالى
ـ بالأشياء ثابت غير متغيّر ، والمعلومات متغيّرة ؛ كما أنّ قدرته أزليّة ، والمقدورات حادثة ؛ فما
عندك ينفد وما عند اللّه باق .
تحقيق عرشي
|
اعلم أنّ هذه الأيّام ، التي وقع خلقة المكوّنات فيها ،
ليست من أيّام الدنيا الّتي كلّ يوم منها في دورة الشمس بحركة الفلك الأقصى ؛ بل
من أيام الربوبيّة التي كلّ يوم منها مواز لألف
|
__________________