إنّ اشتمال «الحيّ
القيّوم» على جميع الصفات الكمالية لأنّ حيّيّته تدلّ على وجوب الوجود ، وهو منبع الصفات ؛ وقيّوميّته مبالغة
في القيام لإدامة الموجودات على وجه التمام عدّة ومدّة وشدّة ، فهو مشتمل على جميع
الأسماء الفعليّة.
فهذان الاسمان هما
الاسم الأعظم لمن تجلّى له ؛ فمن ذكرهما بلسان العيان
ـ لا بلسان البيان ـ ، فقد ذكر اللّه باسمه الأعظم ؛ الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل
به أعطى.
واعلم أنّ الاسم
الأعظم ، الذي روي أنّه مخفيّ ، خفائه لأجل أنّ لكلّ سائل ليس له لسان حال ؛ فإنّه
إن كان له لسان حال ، فكلّ اسم دعا به ربّه يكون الاسم الأعظم ؛ [ولذلك لمّا سئل أبو
يزيد عن الاسم الأعظم] فقال : «ليس له
حدّ محدود ؛ ولكن فرّغ بيت قلبك لوحدانيّته ، فإذن كلّ اسم هو الاسم الأعظم».
ولا يخفى عليك أنّ
من الأسماء ما هي حروف مركّبة ، ومنها ما هي كلمات مركّبة ـ مثل : الرّحمن الرّحيم ؛ فلها خواص بتركيبها وخواص
أخرى بانفرادها ، كالعقاقير بالنسبة إلى المعاجين :(قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ
الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً).
* * *
__________________