ـ صلى اللّه عليه وآله وسلّم ـ بقوله : «بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق» (١) ، لأنّ مكارم الأخلاق محصورة في الحقيقة الجامعة (٢) الإنسانية.
لمعة |
اعلم أنّ جميع الموجودات مظهر لصفات اللّه وآثاره ، على سبيل الاختلاف في الخفاء والجلاء ، ويؤيّد ذلك (٣) ما روى أبو زيد (٤) : «إنّ الكلّ في الكلّ». ورسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وآله وسلّم ـ مظهر لجميع الصفات الإلهيّة ، على سبيل الاستواء ؛ فإذا كان مظهريّته مستويا ، فيكون كخطّ الاستواء في أقاليم الوجود. فإذا لمع وأشرق نور الحقّ من سماء الحقيقة ، فلا يكون له عند وصول نور الحقيقة من وسط سماء الدنيا ظلّ ؛ فتحدّس من ذلك معنى قولهم : «إنّ النبي ـ صلى اللّه عليه وآله وسلّم ـ والوصي ، يرى من خلفه كما يرى من قبله». فتبصّر من (٥) ذلك وكن متأمّلا في هذا المقال ، ليظهر لك جليّة الحال! |
تكملة |
لا شكّ أنّ الاسم الأعظم ينبغي أن يكون معناه مشتملا على جميع معاني الأسماء الإلهيّة على الإجمال ، وكذا مظهره يجب أن يكون حقيقة «٦» مشتملة على مجموع حقايق الممكنات التي هي مظاهر. ولا يصلح من الأسماء لهذه «الجمعيّة» إلّا اسم (٧) «اللّه» ، وكذلك «الحيّ القيّوم» ؛ لكنّ الأوّل يصلح (٨) بحسب وضع العلمي ، والثاني بحسب اللقبي :(اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(٩). |
__________________
(١) موطأ مالك ، ج ٢ ، ص ٩٠٤ ؛ ونيز : بحار الأنوار ، ج ١٦ ، ص ٢١٠ ، ج ٧٠ ، ص ٣٧٢ ، ج ٧ ، ص ٣٧٢ و ٣٨٢.
(٢) أصل : الجامعية.
(٣) دا ، آس : ـ ذلك.
(٤) دا ، مش ١ ، چ : يزيد. منبع شناخته نشد ، ظ : أبو يزيد بسطامي.
(٥) آس : في.
(٦) مش ٢ : حقيقته.
(٧) مش ٢ ، چ ، مش ١ : لاسم.
(٨) آس ، دا : ـ يصلح.
(٩) سورهء بقره ، آيهء ٢٥٥ ؛ سورهء آل عمران ، آيهء ٢.